الجزء التاسع من رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الاخير )
رأينا معا ما حدث في الجزء الماضي تفاصيل زيارة الشيخ عطية لمنزل عائلة الام والتي شعرت بشيء من الاطمئنان عندما تخلت عن منزلها او بمعنى اصح عندما اضطرت الى هجر منزلها الذي تحول الى رماد بفعل دهمان الذي ترك لها رسالة قبل ان تغادر مفادها ان انتقامه لموت ابنه مازال قائما برغم الرحيل ، فقد امر الشيخ عطية والدة ضحى بعدم الخروج بصفة نهائية من المنزل ، وان ما يقوم به لا يصد دهمان وانما يجعله غير مدرك لموقع ضحى و عائلتها فقط وان الخروج من المنزل هو الخطر بحد ذاته ، وفي هذا الجزء سنرى معا ماذا سيحدث وهل ستختفي هذه اللعنة ؟ ، لنرى معا.
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء التاسع و الاخير )
بعدما طلب الشيخ عطية عدم الخروج من المنزل نهائيا طلب ايضا مجموعة من الاشياء التي يجب على الام القيام بها ، حيث طلب ان يتم تطهير البيت يوميا باستعمال المياه المخلوطة بالملح ، كما طلب من والدة ضحى قراءة صفحة من القرآن الكريم كل يوم بالاضافة الى الامتناع تماما عن استعمال البخور في المنزل الا في وقت الجمعة قبل الصلاة او بعدها ، بعدها قام الشيخ عطية باخراج بعض الكتيبات الصغيرة وطلب من الام وضعها بجانب رأس كل فرد من سكان المنزل وهم نيام في الليل.
استأذن الشيخ عطية في الانصراف واخبر الام بانه سوف يأتي لزيارتها كل يومين للاطمئنان وشدد عليها في الالتزام بالتعليمات التي اخبرها بها والاهم من كل ذلك عدم الخروج من المنزل مهما حدث ، بعدها انصرف الشيخ والطبيبة ايضا وشعبان كان معهم لايصالهم ، ظل الحال على ما هو عليه لمدة ثلاثة اشهر حيث ارتكبت الام اكبر غلطة في حياتها ، ذات يوم مرضت الجدة والدة الام ولم تتمكن من الخروج من المنزل لجلب الاغراض المنزلية ، وهنا تجرأت والدة ضحى و خرجت من المنزل.
ظنت الام انه بمرور كل هذه الاسابيع سوف يكون الامر طبيعي ولا مشكلة في ذلك ، الشيء المريب بدأ بعد عودة الام من السوق فبينما هي تقف امام المرآة في دورة المياه وجدت عبارة مكتوبة بالدم على المرأة وكانت العبارة تقول : ( عودة الانتقام من جديد ) ، صرخت الام عندما رأت هذه العبارة وذهبت مسرعة للاتصال بالشيخ عطية ، عندما سمع الشيخ عطية ما حدث قال للام : لماذا يا ابنتي خرجتي ؟ لقد نهيتكي عن فعل ذلك لقد كنا على وشك الانتهاء من قصة دهمان بلا رجعة سامحك الله سامحك الله.
طلب الشيخ عطية من والدة ضحى ان تقوم باخذ الاطفال و الذهاب مباشرة الى الطبيبة ، تابع الشيخ عطية حديثه قائلا : سنعيد ما بدأناه من جديد ، تذكري ان هذه الفرصة قد تكون هي الفرصة الاخيرة لكي فارجوكي يا ام ضحى اياكي وان تخالفي اي من التعليمات التي قلتها لكي ، في الحقيقة كانت الطبيبة مرحبّة جدا باقامة الام و اطفالها خاصة ان الطبيبة تسكن لوحدها خارج القرية ولكنها ايضا قريبة بعض الشيء ، ظل الوضع على ما هو عليه لمدة عام كامل.
خلال هذه العام ادركت والدة ضحى ان التقرب من الله هو الشيء الوحيد المنجي في هذا العالم ، فقط وجدت الراحة النفسية و الجسدية في التقرب اكثر من الله عز وجل ، كان هذا العام بمثابة درس تعلمته الام واصبحت اكثر اهتماما بصلاتها كما اصبحت مداومة على قراءة الاذكار ، كل هذا طبعا بدون ان تخرج من المنزل كما امرها الشيخ عطية ، ولكن في داخل والدة ضحى دهمان انتهى بلا رجعة ، بخلاف الصلوات و قراءة القرآن و الاذكار كانت والدة ضحى تقوم بالكثير من الاعمال الصالحة.
كانت والدة ضحى تقوم بالتصدق كثيرا و قيام الليل ، بعد اكثر من عام اتصل الشيخ عطية بوالدة ضحى واخبرها بانه اصبح بامكانها العودة ولكن الى منزل والدة زوجها وليس منزلها ، فمهما حدث هذا المنزل الذي احترق اياكي والتفكير في العودة مرة اخرى اليه وبناءه من جديد ، اعترف بعدها الشيخ عطية بان التقرب من الله وحده كافيا لابعاد دهمان ولكنه كان يريد فقط التأكد بان والدة ضحى ستقوم به بالشكل الصحيح ، حيث خشي الشيخ عطية ان تستخف والدة ضحى بكلماته في حال طلب منها فقط التقرب من الله ولكن الشيخ عطية اثبت ان التقرب من الله تعالى وحده هو الكافي للتخلص من اي مشكلة كانت سواء نفسية او جسدية.