الجزء

قصــة الجن العاشق الجزء التاسع!

لعالم الجن الكثير من أسراره التي مهما بذلنا من جهد وعناء للتعرف على قليل منها، فحتما لن نصل!

ولا يمكننا أن نجزم بأن الإنسان منا بيده ألا يدخل عالمهم، ويجنب نفسه شرورهم، فكما نوقن جميعنا ونؤمن أن الإنسان لا يرى إلا ما كتبه الله سبحانه وتعالى.

قصـة الجن العاشـق الجزء التاسع!

الإمام برهان: “فور هجرتنا للمدينة المنورة وقعت اتفاقية بيننا وبين الجن!

كل المخلوقات عليها أن تبقى بمكانها الخاص والفراغ الخاص بها، وهم ألا يدخلوا أماكن وفراغات المخلوقات الأخرى.

لكن شيئا من هذه الاتفاقية لم يحدث!

فقد كان البشر أنفسهم أول من اخترقوا هذه الاتفاقية”.

عقب حديثه شعر “آدم” بشيء من الضيق بصدره، فاكتفى بالنظر أسفلا للأرض.

بينما شعر بذلك الإمام “برهان”، فأخرج من مكتبه علبة الزعفران والريشة وشرع في كتابة التحصين الأخير!

غلفه بيديه حتى أنه طلب من “آدم” أن يقترب منه، فقام بوضعه له بملابسه بنفسه.

وبينما كان الإمام يكتب كان هنالك شيئا يرقبهما من بعيد، ولكنه كان في أشد الغضب مما يفعلانه به!

خرج “سالم” مسرعا قبل خروج صديقه “آدم” ليتحدث مع الإمام…

سالم: “هل تعتقد أنه سيكون بخير؟!”

الإمام: “إننا نحاول يا بني. (وبحزن شديد بدا على وجهه) كثير من الأناس جاءوا إلي طلبا للخلاص، ولكني لم أمر بحالة أصعب من حالة صديقك حتى يومنا هذا”.

سالم متوترا: “وماذا ستفعل إذا؟!”

الإمام برهان: “بعلاقة الجن بالبشر لا توجد حدود!

ولكني تعاملت مع أناس عانوا من مثل هذه الأمور؛ كل ما سأفعله أنني سأذكرهم ونتذكر أمامهم الاتفاقية، وبعدها أقوم بسحب كافة الحدود على أمل أن يشفى صديقك يا بني”.

سالم وقد تناثرت الدموع من عينيه: “إننا نثق بك يا سيدي، وعلى علم بمدى قدرتك وتمكنك بفضل الله في مثل هذه الأمور، فأنت عالم جليل قد حباك الله هذه المسألة”.

الإمام برهان: “ولكن اعلم يا بني أحيانا لا يستطيع العالم حتى وإن كان جليلا أن يحل جميع المشاكل.

هؤلاء الأناس الذين يأتون إلي ينبغي عليهم أن يتحلوا أيضا بالإيمان والثقة الكاملة في الله سبحانه وتعالى.

فالمعرفة والإيمان يساندان بعضهما البعض جنبا إلى جنب في الذهاب إلى نقطة التأكد.

وفي نقطة ما قد يغادران بعضهما البعض؛ ومهما عانيت أو قاسيت في رحلة العلاج لمشكلتك ينبغي عليك أن تكمل الطريق وألا تيأس من رحمة الله”.

سالم: “إنني أدعو الله في كل صلاة ليخلصه من كل معاناته”.

سأله الإمام عن المكان الذي يسكنانه، وعن مدى قربه من منزله، وقد كان قريبا بعض الشيء.

عاد “سالم” و”آدم” لسكنهما، وبالليل كان “آدم” يجلس حزينا ينظر لصورة زوجته “نور”.

وفي الصباح…

سالم: “إنك لم تتصل على نور، ولم تتصل بوالدتك لتخبرها بأنك بالبلاد”!

آدم: “أخبرني يا صديقي، ما الذي ينبغي علي أن أقوله لهما؟!”

سالم توقف عن السير، وأخذ ينظر إلى صديقه.

آدم استكمل: “أأخبرهما بأنني قد فقدت عقلي، وبأن صديقي عاد بي للبلاد بحثا عن علاج لي؟!”

سالم: “معك حق يا صديقي”.

آدم: “أتعلم حتى لو أنها اتصلت علي، فلن أجيب على اتصالها!”

سالم بتعجب: “ولم إذاَ؟!”

آدم: “إنها لا تصغي إلي، فهي تخبرني بأشياء أخرى.

أنا لا أستطيع أن أشرح لها ما يحدث معي، ولا أستطيع أن أوضح لها مشكلتي”.

سالم: “يا صديقي لقد كبر سنها، وربما ساء سمعها”.

وعلى الظهيرة ذهبا للإمام “برهان”، كان “آدم” قد اشترى دمية جميلة للغاية لحفيدة الإمام.

وضع يده على شعرها الجميل، ووضع الدمية أمامها.

دخل الحجرة وكان الإمام قد أحضر صبياً صغيراً، وجعله يقف في إناء به مياه.

بعدما حصنه بالآيات والأذكار، خلع الطفل الصغير ملابسه، ووضع قدميه في إناء ضخم مملوء بالمياه والتي قد وضع بها بعض الأشياء الجالبة للجن!

جلس الإمام “برهان” حول الإناء وبجانبه “آدم” وصديقه “سالم” وابن الإمام “برهان” ليكونوا شهودا على ما سيحدث!

وقف الطفل بمنتصف الإناء، وقام الإمام “برهان” بقول بعض الآيات والأذكار وطلب منه تردديها بعده.

ومن بعدها وضع شيئا من الزعفران على إصبعيه، وطلب منه تدقيق النظر في المياه وإخباره بما سيراه.

نظر الطفل في المياه، وإذا به يرى مجموعة من الفتيات بمكان مغلق يستحممن!

قال الطفل: “إنني أرى بيت استحمام!”

فسأله الإمام: “وماذا ترى أيضا يا بني؟!”

فقال الطفل: “توجد امرأة جميلة للغاية”.

نظر الإمام “برهان” لآدم” وكانت نظراته إليه بطريقة تعجب منها “آدم” نفسه، ولم يدرك الغاية من ورائها.

سأله الإمام: “ماذا ترى يا بني غير ذلك؟!”

الطفل وقد بدا عليه الخوف…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع اجزاء رواية رجل يحببنه الكثير كاملة للكاتبة لوزة ليبية

جميع اجزاء رواية حالة حب كاملة للكاتبة لوزة ليبية

جميع اجزاء رواية أمنية الزين كاملة للكاتبة هاجر حسين

جميع اجزاء رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه

جميع أجزاء رواية وادي الجن

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى