الجزء

قصـة الجن العاشق الجزء الخامس عشر!

هناك في الكون قوى خارقة لا يمكننا نحن البشر استيعابها مهما بالغنا في ذلك.

وأحيانا كثيرة يأخذنا فضولنا لمنطقة اللاعودة، وتكون نهايتنا الندم المدقع، وربما نهايتنا من الأساس من على الأرض بما حوت!

الجن العاشق الجزء الخامس عشر

وضع يده على شعرها وهو يلاطفها: “لا شيء يدعو للخوف.

نور أتدرين إنني أشعر بأنكِ ملكي منذ سنوات طويلة وبعيدة، منذ أن رأيتكِ لأول مرة، حينها سلمت نفسي إليكِ”.

نور بتعجب: “سنوات؟!”

آدم: “أنتِ لا تعلمين أنني أحبكِ منذ زمن بعيد، وبالرغم من أنكِ لم تكوني تعلمي بحبي إلا إنكِ كنتِ ملكي”.

نور: “لقد انتظرت كل هذه المدة من الزمن، وأنت تخفي هذه الحقيقة عني؟”

آدم: “كان لزاما علي أن أخفي مشاعري تجاهكِ”.

نور: “ولكن لماذا؟!

إذا كنت تحبني بكل هذا القدر، لماذا انتظرت كل هذه السنوات؟!”

آدم وقد تغير مزاجه: “لأنكِ لم تكوني لتفهمي الحب الذي أحببته لكِ حينها.

إنني لا أستطيع أن أشرح لكِ، وأوضح لكِ طبيعة الأمر، ولا لأي أحد يمكنني فعل ذلك”

نور: “ولكنك أما كنت تعلم أن العديد من القرية تمنوا الزواج بي، لماذا لم تذهب لأبي من حينها وتطلبني منه؟!

ماذا لو زوجني بأحد غيرك؟!، ماذا كنت لتفعل حينها؟!”

بنبرة حادة: “ما كنت لأسمح له بأن يفعل هذا مهما كلفني الأمر.

أنتِ ملكي دائما!”

ابتسمت “نور” ابتسامة رضا عن زوجها، ولم تكن حينها تدري أنه ليس بزوجها في شيء إلا في هيئته وشكله!

اقترب منها، وجعلها زوجته أخيرا، ولأول مرة لم تعاني من اختناق ولا من نوبات هلع كما كانت حالتها منذ طفولتها وحتى يوم زفافها وما بعده بأيام قاربت الشهر الكامل.

غطت في نوم عميق بجانبه، ولكنها استيقظت فجأة بمنتصف الليل، فلم تجده بجوارها، فارتدت ملابسه وخرجت من غرفة نومها تبحث عنه.

وجدت صنبور المياه بالحمام مفتوحا على آخره، فاقتربت منه لتغلقه ولكنها شعرت بوجود زوجها خلفها، فاستدارت لتطمئن من شعورها.

وإذا بها تجده بالفعل فأصيبت ببعض الجمود بمكانها، فسألته بدهشة: “أين ذهبت بمثل هذا الوقت من الليل؟!”

آدم: “الكلاب كانت تنبح بشكل هيستيري بالخارج، فذهبت لأستطلع أمرها”.

نور: “ولماذا لم تطفئ صنبور المياه؟!”

وبعد مرور ثلاثة شهور، إذا به كان جالسا على القهوة، كان يفضل الجلوس منعزلا في أغلب الأوقات ولا يريد الاختلاط بالباقيين على الإطلاق…

أحد الجالسين كان يسرد قصة: “في أحد الأيام كان هناك قروي كبير السن، وقد كان في هذا اليوم عائدا متأخرا من السوق، وكان صاحب بشرة سمراء اللون.

كان الظلام حينها يخيم على كافة الأرجاء، فقال في نفسه أسلك طريقا مختصرا لأصل في أسرع وقت ممكن وكان هناك منحدر فآثر تسلقه على المضي قدما في طريقه المعتاد.

كان يشعر بكثير من التعب والإرهاق، وكان على طريقه شجرة تين عملاق، فقال في نفسه من الممكن لي أن آخذ قسطا من الراحة بأسفلها، وأريح قدماي لبعض من الوقت.

تسلق المنحدر، وأخذ ينظر من حوله يمينا ويسارا، كان هناك أربعة من الرجال يجلسون أسفل الشجرة، وكان أمامهم طعاما مختلف الألوان من كل ما تشتهيه الأنفس.

كان الرجل العجوز فطنا، في البداية كان على وشك الانصراف من أمامهم، ولكنهم دعوه لتناول الطعام برفقتهم، انضم الرجل إليهم والأربعة رجال شرعوا في تناول الطعام؛ أما عن الرجل العجوز فقد صلى لربه قبل أن يتناول الطعام، وقبل أن يأكل قال: (بسم الله الرحمن الرحيم).

وفجأة تحول الرجال الأربعة لأقزام قبيحي الهيئة، وأما عن الطعام الذي أمامهم فقد تحول لفضلات كلاب!

في هذه اللحظة جحظت عيني “آدم” الذي كان يجلس بعيدا عنهم، ولكنه كان يستمع كل حرف يخرج من أفواههم.

كان لا يطيق كلامهم، ولا أي آذان قريب منه.

عاد للمنزل مهرولا، وفي أثناء عودته للمنزل كانت زوجته “نور” لديها خبر سار تحمله، كانت قد أخبرته مسبقا لوالدته.

والتي تهللت أساريرها فرحا بهذا الخبر السار السعيد، عندما قدم “آدم” وجد والدته تحتضن زوجته وهما في قمة السعادة.

فسأل في حيرة من أمره: “ماذا يحصل هنا؟!”

فاستدارت إليه والدته قائلة: “ستصبح أبا عما قريب يا بني”.

كان بكل مساء ما إن يتأكد من نومها حتى يختفي من جانبها ويذوب في الحال.

بمجرد أن يسألها: حبيبتي هل نمتي؟!”

لدرجة أنه لا يكون بجوارها، وما إن تستيقظ حتى تجده بجوارها، بقدرة لا يعلمها إلا…

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع الأجزاء كاملة لرواية الزوجة التائهة بين الأحلام والواقع

وأيضا: جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا

ولا تنسى الاستمتاع ب: جميع اجزاء رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى