الجزء

قصــــة الجن العاشق الجزء الرابع عشر!

قيل إذا عرف السبب بطل العجب، ولكن كيف وإن كان السبب نفسه من أعجب العجب؟!

وكيف لنا تصديق معلومات وأحكام عن عالم بعيد كل البعد عنا، متواري عن أعيننا، ولكن تظل الحقيقة في النهاية هي الحقيقة التي لا يمكننا التغاضي عنها مهما كانت مؤلمة!

قصـة الجن العاشق الجزء الرابع عشر!

وإذا بالإمام يجد حفيدته وقد فقدت رباطة جأشها تجلس في الأرض تنظر لوالديها دون أي ردة فعل لا من قريب ولا من بعيد.

لقد أصيبت بصدمة حادة أفقدتها كل شيء، ركض الإمام تجاهها وحملها بين يديه، وذهب بها لحجرته الخاصة بعيدا عما تراه.

وأول ما دخل بها حجرته تسمرت الطفلة مكانها وإذا بها تناظر شيئا يتحرك إليها شيئا، فاتسعت عينيها وصرخت قائلة: “جدي انظر خلفك”!

وبالتدريج نظر الإمام “برهان” خلفه ليجد زوجته الراحلة عن الحياة منذ أعوام مضت.

كانت تمسك بيدها مولود آدمي ولكنه مختلف عن البشر كثيرا، يشبه البشر ولكنه مختلف عنهم في نفس الوقت.

صرخت في وجهه قائلة وهي تهز الطفل أمامه: “انظر، وانظر بتمعن”!

ومن بعدها حدث معه مثلما حدث لابنه وزوجة ابنه، تكسر جسده ولكنه استطاع أن يمسك بورقة وقلمه وأن يكتب بضعة كلمات مروية بدماء الكثيرين من أجل الوصول للحقيقة كاملة لمن سيخلفه…

تُرى لم كل هذه الأحداث الأعجب وأغرب من الخيال؟!

والسبب كان واضحا ومتجليا للغاية، إنه الحب!

الحب العظيم، لقد كان حبا عظيما لو علم الناس مدى مقداره لابتعدوا كل البعد عنها، ولما تجرأ أحد منهم على الاقتراب منها على الإطلاق.

كان الإمام “برهان” يرغب في معرفة كل شيء، والجن نفسه كان يعلم يقينا بذلك، فجعله يرى أمام عينيه كل ما حدث من بداية القصة وحتى نهايتها…

بدأت القصة بيوم زفاف “آدم”، أو بالأحرى باليوم الذي انتقى واصطفى فيه زوجته “نور” عن بقية سائر فتيات القرية.

وبيوم الزفاف، كان هناك من يرقبهما من بعيد، وبمنتصف الزفاف أراد أحد أقارب “نور” أن يسدي نصيحة لزوجها من أجل ضمان أفضل زواج بينهما…

قريب العروس: “يا صهري العزيز أنت تعلم أن نور فتاة حساسة للغاية وجميلة والقرية بأكملها لا تحوي فتاة بمثل جمالها”.

آدم: “إنني أعلم كل ذلك، أعلم أنها أجمل فتاة بالقرية ولكن الأهم بالنسبة لي أنني أعلم وأوقن أنني مولع بحبها”.

قريبها: “ولكن نور مريضة، أتعلم ذلك؟”

آدم: “أعلم ذلك”!

قريبها: “كن لطيفا معها، وعاملها بكل رقة ولين، إنها الليلة الأولى”.

ومن بعدها انتقل به لليلة الأولى بين “آدم” و”نور”…

أزال عن وجه زوجته الغطاء، وابتسم قائلا بعدما تمعن النظر بملامح وجهها الملائكية: “إنكِ جميلة للغاية حبيبتي.

أهلا بكِ بمنزلكِ يا زوجتي الحبيبة الغالية”.

نور: “شكرا لك يا زوجي الغالي”.

أخرج من جيبه عقدا ذهبيا مميزا، ووضعه حول رقبتها فابتسمت من شدة سعادتها بمدى محبة زوجها لها.

وما إن اقترب منها حتى تسارعت نبضات قلبها، وأتتها نوبة هيستيرية من الهلع والفزع، أسرع “آدم” بفتح النافذة.

ومكث بجوارها يهدئها حتى استكانت وغاصت في سبات عميق.

انتقل به لصباح اليوم التالي، عندما خرج “آدم” لعمله وتبعته “نور” خلفه لتودعه…

والدة آدم: “كيف حالكِ يا ابنتي طمئنيني عليكِ”.

نور: “لم يحدث شيء بيننا يا أمي”.

وقد بدا عليه القلق: “ولماذا يا ابنتي، هل هناك خطب ما؟!”

نور: “لا شيء يقلق، ولكني كنت خائفة للغاية”.

والدته: “إنه شيء طبيعي لا تقلقي، لأنها الليلة الأولى حتى أنني كنت خائفة مثلكِ.

لاحقا ستعتادين ذلك”.

كان يعمل في حقله، وعندما عاد بعد تناول الطعام أعدت “نور” لهم الشاي الساخن، وبينما هم جلوس دق جرس الهاتف، نظر “آدم” نظرة مريبة، فلم تسمع الأم ولا “نور” صوت الجرس من الأساس.

وبعد مضي شهر كامل من الزمان:

اجتمع مع زوجته عندما حل المساء…

نور: “آدم سأعترف إليك بشيء”.

آدم: “بكل تأكيد حبيبتي”.

نور: “إنني أشعر بالاختناق كلما اقتربت مني”.

آدم: “لا تكوني خائفة، وكوني هادئة على قدر استطاعتك”.

نور: “إنني أِعر بالخجل الشديد”.

آدم: “حبيبتي إنني زوجكِ، وأنتِ زوجتي.

لقد مر شهر كامل ونحن متزوجان”.

وضع يده على شعرها وهو يلاطفها: “لا شيء يدعو للخوف.

نور أتدرين إنني أشعر بأنكِ ملكي منذ سنوات طويلة وبعيدة، منذ أن رأيتكِ لأول مرة، حينها سلمت نفسي إليكِ”.

نور بتعجب: “سنوات؟!”

آدم: “أنتِ لا تعلمين أنني أحبكِ منذ زمن بعيد، وبالرغم من أنكِ لم تكوني تعلمي بحبي إلا إنكِ كنتِ ملكي”.

لم يكن حينها “آدم” نفسه بل كان…

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع أجزاء رواية وادي الجن

وأيضا:

جميع اجزاء رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه

ولا تنسى كل الرومانسية في: جميع اجزاء رواية رجل يحببنه الكثير كاملة للكاتبة لوزة ليبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى