قصـة الجن العاشق الجزء العاشر!
سأل الكثيرون منا عن الجن العاشق ومدى حقيقة وجوده.
فكانت الإجابة بأنه نوع من أنواع الجن، وكان هناك اعتقاد بوجود نوع من العلاقة الغير محسوسة بين الجن العاشق والبشر، وفي هذه العلاقة يتم الآتي:
يتلبس الجن الإنسان سواء كان ذكرا أم أنثى بسبب إعجابه الشديد بالشخص الذي سيتلبس به.
قصــــة الجن العاشــق الجزء العاشر!
نظر الطفل في المياه، وإذا به يرى مجموعة من الفتيات بمكان مغلق يستحممن!
قال الطفل: “إنني أرى بيت استحمام!”
فسأله الإمام: “وماذا ترى أيضا يا بني؟!”
فقال الطفل: “توجد امرأة جميلة للغاية”.
نظر الإمام “برهان” لآدم” وكانت نظراته إليه بطريقة تعجب منها “آدم” نفسه، ولم يدرك الغاية من ورائها.
سأله الإمام: “ماذا ترى يا بني غير ذلك؟!”
الطفل وقد بدا عليه الخوف: “فتاة تستحم”!
كانت الفتاة تنظر للطفل نظرات مريبة لدرجة أنه ارتعد من شدة خوفه منها.
شعر الإمام بخوفه، فطلب منه أن يغمض عينيه، وقرأ بعض الآيات القرآنية.
وأمسك بيده وأخرجه من المياه، وجعله يرتدي ملابسه.
خرج الإمام “برهان” من الغرفة، وتبعه ابنه مما رأى عليه من علامات الضيق والقلق..
الابن: “ماذا هناك يا أبي؟!”
الإمام برهان: “إن الوضع سيء للغاية، لقد تزوج بها وعمل شيئا خطيرا.
إنه يستعمل آفمير على الشاب المسكين”.
الابن: “وهل يعقل ذلك يا أبي؟!”
الإمام برهان: “بكل أسف وأسى نعم يا بني”.
الابن: “وما العمل إذاً؟!”
الإمام برهان: “إذا كان هناك شيء فلن يستطيع المغادرة على الإطلاق.
ومن الممكن ألا يكون هذا الإنسان بعيدا كثيرا ليرسل آفمير”.
الابن: “وماذا يريد ليغادر يا أبي؟!”
الإمام وقد هز رأسه بالأسى: “ربما يكون حياة أحدهم!
وإذا كانت هذه الحالة إذاً، فالله وحده هو المستعان”.
عادا “آدم” و”سالم” للفندق، وهناك جلسا سويا بصالة الاستقبال يحتسيان كوبين من القهوة الدافئة…
سالم: “آدم تبدو أفضل”.
آدم: “لا أعلم كيف أشكرك يا صديقي، كما أنني أعلم أنني قد ألهيتك كثيرا عن عملك”.
سالم: “يا صديق عمري الوحيد إنني أستطيع أن آخذ وقت من أي وقت لصديقي الحبيب.
ولكنك عليك أن تتعافى بأسرع ما يمكن حيث أن المدير بدأ في التذمر.
آدم إنني لا أعلم كيف سأقولها لك، ولكن المدير غير راضٍ كليا عن أدائك بالعمل الفترة الأخيرة”
تذكر آدم عندما أخبره سالم بأن مديره سعيد بأدائه وأنه من المحتمل أن يرقيه، لقد تذكر حديثه قبل مجيئهم للبلاد فسأله: “سالم ألم تخبرني بأن المدير سعيد بأدائي بالعمل، وأنه سيكافئني على ذلك أيضا؟!”
حينها نظر إليه صديقه “سالم” باستغراب وتعجب، فهو لم يخبره بشيء مثل هذا من قبل.
كان الإمام “برهان” حينها يبحث عن حل نهائي في وقت وجيز لإنهاء هذه اللعنة التي حلت على الشاب المسكين دون أي ذنب اقترفه.
ولكنه بدا عليه الحزن، كان يجلس بجواره ابنه الوحيد والذي كان يتعلم منه طريقة العلاج ليساعد والده ويكمل طريقه في مساعدة الناس.
الإمام برهان والحزن محفور على ملامح وجهه: “لا أظن أن بإمكان أحدهم الاستمرار في هذه اللعنة، أو ملازمتها!
ولكنه عندما يأتي…” ولم يكمل جملته.
ابنه: “لست أفهم شيء”.
الإمام برهان: “استسلم حيث يتواجد”!
من جديد كلمات غير مفهومة بعبارات قصيرة، توحي بشيء في نفس الإمام لا يريد الإفصاح عنها لأحد.
الابن: “أبي لست أفهم شيئا على الإطلاق”.
الإمام: “كل ما يمكنني أن أقوله لك أن موضوعه معقد للغاية.
إنني أشعر بتعب شديد، سأخرج قليلا لأستنشق بعض الهواء”.
خرج الإمام متوجها للمسجد القريب من منزله، كان في حالة يرثى لها من شدة ما أيقنه من صعوبات بهذه الحالة التي أوكلها إليه القدر.
كان حينها “آدم” لا يزال يجلس مع صديقه…
آدم: “أتعلم يا سالم، إذا حدث نفس الشيء معك، لا أعلم يقينا أنني كنت سأفعل كل ما تفعله معي الآن”.
سالم: “آدم لا تكن سخيفا، إنك أخي الذي لم تلده أمي.
ولقد أعطيتك كلمتي أنك قريبا وقريبا للغاية ستتحسن وتشفى من كل ما تعاني منه، وكل ذلك سيصبح من الماضي، مجرد ذكريات ولن نتذكرها من الأساس.
وسنعود للقرية سويا عما قريب”.
آدم: “إن شاء الله.
سالم إنني ذاهب للنوم، أشعر بأنني أحتاج لبعض الراحة”.
سالم: “حسنا لك ما تريد، اذهب للنوم، وسألحق بك قريبا”.
وبالفعل صعد “آدم” لحجرته بالفندق ودخل بها، ووضع الجاكت على السرير.
ودخل الحمام ليأخذ حماما منعشا قبل نومه حتى يهنأ ببعض الراحة، وقبل أن يستحم كان عليه أن يزيل عن ملابسه الورقة التي كان قد علقها الإمام له بنفسه، وإذا…
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا