الجزء

قصـة الجن العاشق الجزء الثالث!

والجن العاشق يتغذى بطبيعته على النجاسات والدماء من الجسم المتلبس به!

والجن العاشق لا يأتي إلا بخدمته لأسحار يسعى لها، مثل سحر التفريق، أو سحر تعطيل الزواج، أو سحر الزنى.

وللجن العاشق أبواب كثيرة وأقوال أكثر، وكل ما نتأكد منه يقينا أنه شر كبير في حد ذاته.

قصــة الجن العاشق الجزء الثالث!

وبعدما انتهوا من عملهم، لم يعود “آدم” لمنزله بل أخذ يتجول في الطرقات حتى يشعر بالتعب المميت ليخلد في سبات عميق بمجرد وصوله للمنزل.

وبالفعل ظل خارج المنزل حتى حل الظلام وخيم جميع الأرجاء، وعندما عاد ألقى بجسده على السرير وقد كان مرهقا ونفسيته سيئة للغاية.

اتصل على والدته قائلا: “أمي إنه أنا آدم”.

فقالت له: “ماذا بك يا بني؟!”

فقال: “إنني لست بخير على الإطلاق، أختنق وتحترق روحي من الداخل ولا أستطيع أن أتنفس الصعداء”.

الأم: “حسنا يا بني، كل شيء هنا على ما يرام، والحمد لله على نعمه.

هناك القليل من الجفاف، ولكنهم يقولون أنها ستمطر الأسبوع القادم بإذن الله، وسوف نرى توقعاتهم هذه”.

آدم باندهاش: “أمي إنني أخبركِ بأنني لست على ما يرام، ألا تفهمينني؟!

إنني لا أدرك هل كان خيارا صحيحا أم خاطئا بقدومي لألمانيا هنا.

أمي كيف هي “نور” وهل تسأل عني، وتشتاق لي مثلما أشتاق إليها؟”

الأم وقد تجاهلت سؤاله عن زوجته: “وكيف عائلة سالم؟، شكرا لأنهم جعلوك تجني الكثير من المال.

حسنا يا بني”!

وأغلقت الهاتف في وجهه دون أي كلمة أخرى، تعجب “آدم” من أسلوبها معه في الحديث ولاسيما أنه يناقض طبيعة قلبها الحنون الدائمة، فكيف لها أن تتصرف معه بهذه القساوة في حين أنه في غربة؟!

بعد مضي شهر كامل على هذا العذاب…

ذات يوم بعد الانتهاء من العمل اجتمع “سالم” بصديقه “آدم” والذي بدا عليه التعب والإرهاق الشديدين…

سالم: “آدم ماذا تريدنا أن نفعل اليوم؟

هل تريدنا أن نخرج سويا ونستنشق بعض الهواء؟!

أنت مصاب بالاكتئاب يا صديقي، دعنا نفكر في أنفسنا ولو لقليل من الوقت”.

آدم: “إنني أشعر بالتعب الشديد، لذا فإنني ذاهب للمنزل لأستريح”.

سالم: “معك حق، حتى أنني بت متعبا كثيرا الآونة الأخيرة من حين النوبة الليلية، إنها تخرب علي روتين يومي كاملا، وماذا عنك يا صديقي؟!”

آدم: “ليس لدي أي روتين من الأساس، فالأمر بأكمله لا يعنني في شيء”.

سالم: “ولكن النوم بالليل لا يضاهيه شيء، تتفق معي في ذلك”.

آدم: “لقد بات النوم بالنسبة لي أكبر مخاوفي”.

سالم: “يمكنك أخذ إجازة لعدة أيام قليلة لتستريح”.

آدم: “سأفكر في ذلك الأمر، على كل حال بالتأكيد سأتكلم معك”.

فارقه “سالم” عائدا لمنزله، أما “آدم” فقد توقف قليلا وأخرج من جيبه علبة دواء من جيبه وكانت مهدئات قد شرع في تناولها ليخفف عن نفسه.

وعندما توجه لخزانته بالمصنع ليبدل ملابسه، شعر بدوخة فجلس على المقعد، وثواني معدودات اختل توازنه فسقط على الأرض مغشيا عليه.

راوده كابوس حينها أنه في حضن زوجته وتتألم بشدة خلال علاقتهما الحميمية، علاوة على كون أظافرها تغرز في جسده العاري!

استعاد وعيه وكان متصبب العرق على الرغم من كونه في بلاد البرودة والثلوج.

لم يستطع أن يحرك ساكنا في جسده، علاوة على شعوره بالخوف والهلع الشديدين، وحالفه حظه بأن قدم إليه أحد زملائه بالعمل.

فأمسك بيده ووضعه على الأريكة وصرخ مناديا على صديقه الوحيد بالمصنع بأكمله “سالم”.

الموظف: “سالم أسرع فصديقك “آدم” شيء ما يحدث معه”!

سالم والموظف كان بجانب “آدم” لم يتركه: “آدم ما الذي أصابك؟!”

آدم بصوت بالكاد مسموع والخوف والتعب الشديد يهيمن على ملامحه: “لا تقلقا فقد أصابني بعض التشوش، ولكني بخير الآن”.

سالم: “سأكلم المدير ليعطيك إجازة لبضعة أيام”.

ولكن “آدم” لم يكن ليسمع ما قاله، وفجأة شرعت الدموع في النزول من عينيه…

سالم وقد ارتعب على صديقه: “آدم ماذا يحدث معك؟!”

آدم: “أقسم بالله أنني لا أعرف، إنني حقا أعجز عن فهم ما يحدث معي”.

ساعداه في تبديل ملابسه، وعندما عاد للمنزل وجد ما لم يكن بالحسبان..

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع اجزاء رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه

جميع أجزاء رواية وادي الجن

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى