الجزء

قصـــة الجن العاشق الجزء الثاني عشر!

لا يمكننا إنكار مدى تأثير الجن على بعض البشر!

ولا يمكننا إنكار وجود الجن كما بفعل البعض منا، فقد جاء بالقرآن الكريم ذكر رب العباد الجن، كما ذكرهم رسولنا محمد صلَّ الله عليه وسلم، فكيف للبعض منا أن ينكر وجودهم لمجرد عجزه عن رؤيتهم.

إنهم من المسلمات الغيبية، ونجد أثرهم على حياة كل إنسان منا، لذا علينا التمسك بكل الوصايا والتي لم نحتاج لأي شيء بعدهما ولا حتى قبلهما.

علينا العودة للهدي لتستقيم حياتنا.

الجن العاشق الجزء الثاني عشر

وكان الإمام “برهان” طوال الطريق يفكر في مخرج للقصة كاملة بلا أن يبقى لها أثر على حياة آخرين، لم يكن يفكر في المسائلة القانونية ولا العقوبات، ولكن كل تفكيره كان في الوصول لاتفاقية منجية للباقيين مع العالم الخفي!

أما عن سالم فقد كان بالشارع في انتظار الإمام ذهابا وإيابا والدموع تفيض من عينيه، ويعجز عقله عن تصديق ما رأته عيناه.

وأخيرا وصل الإمام “برهان” بسيارته والتي لم يكن قد قام بقيادتها منذ سنوات طوال..

الإمام برهان: “أين آدم؟!”

سالم بكل أسى: “إنه بالحجرة بالطابق العلوي”.

فأخذه سالم لمكان “آدم”، وعندما دخل عليه صدم مما رآه أيضا.

اقترب منه وجعل كفه على وجهه وأغمض له عينيه.

سالم: “إنني لم أعرف كيف أتصرف، ولم أدري ماذا أفعل أيضا، وأول ما استعدت رباطة جأشي اتصلت بك”.

الإمام: “اللهم تغمده برحمتك الواسعة”.

اقترب من الورقة التي كان قد وضعها له من قبل، وظهرت ملامح الحزن الشديدة على وجهه، وقال: “لقد أمسك به قبل استعداده التام لذلك”.

ومن بعدها قال بصرامة وحدة: “يجب أن يدفن الآن في قريته”.

سالم: “ولكن علينا أن نبلغ رجال الشرطة أولا عما حدث له، حتى لا نجد أنفسنا في مشاكل ومعضلات”.

الإمام بصوت صارخ: “وهل هناك مشاكل أعظم من التي نحن بها الآن؟!

إذا كنت تريد إخبار رجال الشرطة بما حدث لصديقك، فاشرح لهم إذا كيف أصبحت يدي وقدمي وأصابع صديقك مكسرة ومهشمة بهذه الطريقة”.

صدم “سالم” من الحقيقة والتي لن يستطيع إنكارها على الإطلاق، فاكتفى بالنظر للإمام بعينين مفتوحتين على مصرعيها.

الإمام: “أنت عاجز عن ذلك؟!، إذاً ساعدني”.

حملاه وأخرجاه من الحمام، ووضعاه على السرير، وقاما بلفه في ملاءة السرير البيضاء نفسها.

حمله “سالم” صديقه بين ذراعيه ونزل به على درجات السلم، ووضعه بداخل سيارة الإمام “برهان”.

قاد الإمام لطريق قريتهما والتي لم يعهد الذهاب إليها من قبل، وطوال الطريق لم تجف دموع “سالم” على الإطلاق، وتحول لون عينيه الأخضر الجميل للون الأحمر الذي طغى عليه شعور الحزن والأسى والندم الشديد.

تمنى “سالم” ولو بما تبقى من عمره أنه استطاع مساعدته بأنه لم يتركه ولا ثانية واحدة، تمنى لو افتداه بعمره.

ومضى الكثير من الوقت والإمام يقود السيارة وسط ظلام حالك، والصمت يخيم على الأرجاء، والحزن يسود قلبيهما.

وأخيرا وصلا القرية، وبالمسجد قاما بالشعائر، غسله الإمام “برهان”، أما عن “سالم” فلم يستطع إمساك دموعه عن عينيه ولو للحظة واحدة.

كان يشعر بالقهر الشديد، ومشاعر ما أكثرها اختلطت عليه لفقده أعز إنسان على قلبه.

كيف له أن يفارقه بعدما وضع “آدم” كامل ثقته به، كيف له أن يتركه؟!

كيف له ألا يقدر مدى خطورة ما يعانيه، ومدى خطورة عدوه الذي ترصد له ولم يكتفي بإيذائه، لم يكتفي إلا بروحه؟!

مسكين “سالم” لم يكن على دراية بما يعلمه الإمام “برهان”، ولو علمه لفر لألمانيا ولو حبوا!

لم يكن الخفي اللعين ليكتفي بروح آدم البريئة الطاهرة، وقصته لم تنتهي على ذلك وحسب.

لقد أراد أن يعاقب كل من تدخل بقصة عشقه وجنونه، ولن يتراجع ولو لخطوة واحدة عن تنفيذ قراره.

ومن جديد سارا ليصلا لمقابر القرية، ليضعا بها “آدم” أملا في انتهاء قصته بأقل الخسائر الممكنة.

حمله “سالم” بين يديه للمرة الأخيرة يزفه بثيابه البيضاء، ليضعه الإمام “برهان” تحت التراب ويواريه للأبد.

أحضر خلفه الإمام الأدوات اللازمة لحفر القبر، وأول ما وضعها أرضا أمر “سالم” أن يبقى بعيدا!

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا: جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا

واستمتع ب: جميع اجزاء رواية بقايا امرأة كاملة للكاتبة كيندا

ولا تفوت: جميع اجزاء رواية همس العيون كاملة للكاتبة لوزة ليبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى