الجزء

قصــة الجن العاشق الجزء الخامس!

كثير من العلماء أوضحوا بأن الجن العاشق يرجع لسبب سحر أصاب الإنسان نفسه، ومن ثم تحول خادم السحر نفسه لجن عاشق.

ولكن هناك اختلافات واردة، فالقصة التي أمامنا لجن عاشق وقع في حب فتاة منذ صغرها!

وجميعنا يشهد على عشق البشر، فما بالنا إذاً بعشق الجان لإنسية؟!

قصــة الجن العاشــق الجزء الخامس!

بدا خائفا يرتعد من شدة الخوف الذي أصابه لدرجة أن السائق سأله: “هل أنت بخير؟!”

آدم يلتقط أنفاسه بصعوبة: “أجل”!

وما إن تمكن من استعادة أنفاسه حتى نظر للنافذة وإذا به يرى نفسه يرتدي ملابسا سوداء، وعينيه تتوجهان إليه بشراسة.

جحظت عينيه، ولم يدري ماذا يفعل ولا كيف له أن يفكر، كيف وقد رأى للتو أن زوجته حاملا بابنه، ورأى نفسه يحتضنها، وكيف أن يرى نفسه بهذا الشكل وهذه الهيئة تنظر إليه بهذه الشراسة؟!

أيفكر في أنه قد أصابه الجنون؟!

وأن كل من حوله على صواب في اعتقادهم به؟!

انتهى به الحال من كثرة التفكير أنه بات أمام منزله، ترجل من سيارة الأجرة ودفع حسابها، وانطلق لمنزله تتخبط قدماه.

دخل الحمام وفتح على نفسه الماء الساخن واستغرق كثيرا من الوقت تحت المياه الدافئة يفكر في كل ما يحدث له، ويحاول جاهدا الوصول لتفسير.

دق جرس الباب، وكان على يقين بأنه صديقه “سالم”، أسرع ليفتح له الباب حتى لا يقلق عليه ولاسيما أنه تركه في حالة ترثى لها.

وضع المنشفة على خصره، وعندما فتح الباب فوجئ بوجود فتاتين مع “سالم”.

شد “آدم” عليه في الكلام، وطلب منه أن يخرج بهما في الحال، ولكن إحداهما دفعته وقالت: “يا له من شاب وسيم”!

قال سالم: “أريدك أن تحظى وتستمتع بوقت طيب ولا أجمل”.

آدم: “نعم، ولكن ليس بهذه الطريقة، أخبرني ما الذي تريده مني؟!”

سالم: “أريد أن أصنع لك معروفا ستشكرني عليه لاحقا”.

آدم: “سالم ولكنني لا أريدها، خذهما واذهب بهما للخارج”.

فأمسك سالم بيده، وفتح باب غرفة نومه قائلا: “ادخل بها هنا، إنها لن تعضك يا صديقي”.

كانت الفتاة نفسها قد أعجبت بوسامته وبصدره وبكامل جسده، فقد كان أمامها شبه عاريا.

كانت هي المتحكمة به، لم يستطع إبعادها عنه بسبب غريزته التي بدا في البداية ثابتا ولكن سرعان ما استجاب للفتاة بعد إغرائها له.

فعلت كل شيء معه، ولكنه سرعان ما رأى أمامه زوجته “نور”، ولكنها كانت في صورة مخيفة للغاية!

كانت تشبه الكائن الذي يأتيه ويحضر إليه على الدوام، ولم تقل له إلا كلمة واحدة: “آدم إنني حامل”!

قالت وقد غرزت أظافرها في بطنها غريبة الشكل أيضا: “سيصبح لديك ابنا”!

دفع “آدم” الفتاة بعيدا عنه، وبدا على ملامحه الخوف الشديد، انزعجت الفتاة وسبته.

خرجت مستاءة لمن أحضرها، فأعطاهما أموالهما وصرفهما.

دخل على صديقه فوجده على السرير وقد اتخذ منه ركنا يبكي أحر البكاء.

حاول أن يلملم أشلائه ومن كثرة الأحزان غلبه النوم، وعندما استفاق وجد الصبح قد طلع.

وقبل ذهابه للعمل أراد الاطمئنان على والدته، فأمسك بالهاتف وطلب الرقم…

آدم: “كيف حالكِ يا أمي؟”

والدته: “الحمد لله بخير، وكيف حالك يا بني؟”
آدم: “أمي أنا لست بخير، أشعر باحتراق بداخلي، روحي تحترق من الداخل”.

قاطعته والدته: “كن ابنا مطيعا، وزوجا جيدا”.

آدم: “أمي أخبركِ بأنني أشعر بسوء، الأشياء الغريبة لازالت تحدث معي، ولا أجد لها أي تفسير”.

والدته: “لا عليك، أخبرني كيف تبلي في عملك؟!”

آدم: “أمي أي عمل، إنني أريد العودة للبلاد، يكفيني كل الآلام التي ألقاها هنا.

أمي كيف هي “نور”؟!

ولم لا تريد محادثتي؟!

أمي تراودني أحلام مزعجة على الدوام، في النوم وأحيانا في اليقظة أيضا.

لم أعد أتحمل ولا أستطيع تفسير كل ما يحدث معي”.

قاطعته والدته قائلة: “وكيف حال سالم وعائلته؟”

آدم: “سالم؟!

أمي هل تسخرين مني؟!

أمي إنني أريد مغادرة هذا المكان في أسرع وقت ممكن، أشعر وكأنني سأفقد عقلي في الحال”.

والدته: “يجب عليك أن تنتظر لكي ترى ابنك، كن صبورا يا بني.

إياك والمجيء!”

آدم: “أمي انتظري، لا تغلقي الخط”.

ولكنها كانت بالفعل قد أغلقت الهاتف في وجهه!

أطاح بجسده على الأريكة، وإذا به يرى أمام عينيه في المرآة…

يتبـــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع اجزاء رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه

جميع أجزاء رواية وادي الجن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى