الجزء

الجزء الرابع من روايــة قلبي متيم بها

من الممكن أن يجد الإنسان منا من يحبه أكثر من حبه لنفسه، ولكن إن وجد المرء منا حبه الحقيقي هل يتمسك به أم يجعل ظروف الحياة القاسية تتغلب عليه وتنتصر في إبعاده عنه؟!

ولا أجمل من الحياة بأن يعيشها الإنسان مع حب صادق يهون عليه عثراتها.

قلبي متيم بها الجزء الرابع

استطاعت “ماريا” أن تهرب من داخل القصر مستغلة انشغالهم جميعا، وما إن خرجت حتى وجدت أمام عينيها “ماثيو” الشاب الوسيم وهو يقتل الرجل أمام عينيها، فصرخت بأعلى صوتها وسقطت على الأرض!

ومن جديد استعادت وعيها لتجده بجوارها، ولكن بهذه المرة وهي راقدة على سريره بحجرة نومه، صرخت ف وجهه قائلة: “لا أريد منك شيئا إلا أن تبتعد عني، إنني أريد العودة لزوجي وأهلي، لا أريدك أن تقتلني”، وانفجرت في بكاء مرير، حاول أن يهدأها لم تروق له دموعها، حاول أن يضمها لصدره ولكنها أبت ذلك، ونزعت منه سلاحه واضعة إياه هذه المرة على قلبها، تراجع عنها لم يرد بها أي سوء.

جلست تبكي بعدما ألقت بالسلاح من يدها، أراد أن يطيب بخاطرها، ولكنها كلما هم بالاقتراب منها أبعدته وذكرته بزوجها؛ وجاءت لحظة المواجهة والحسم، أخرج لها صورا تبين زوجها حبيب قلبها في علاقة حميمية مع أعز صديقاتها وبحجرة نومها بالفندق وعلى سريرها.

وأخيرا تبين لها الأمر أن كل ما كان يفعله معها زوجها بسبب ميله الشديد لصديقتها، فساءت حالتها كانت بالفعل قد امتنعت عن الطعام والشراب، ولكنها أرادت أن تنهي حياتها بيديها لولا أن منعها “ماثيو”، وقص عليها قصته منذ أن رآها على الشاطئ، وكيف أنها كانت سببا في إنقاذ حياته، وسببا في بقائه على قيد الحياة حتى الآن.

قطع لها عهدا بألا يقترب منها ليروي ظمأ قلبه الشديد إلا بموافقتها ورغبتها في ذلك أيضا مثله، وكان من الاتفاق أيضا أن تمكث معه عاما كاملا تعطه الفرصة في إقناعها بحبه لها خلاله، وإذا لم تكن له أية مشاعر طوال هذا العام يمكنها أن تتركه وتعود لحياتها السابقة.

لم تجد حلا أمامها إلا الموافقة والاتفاق معه، أيقنت ألا خلاص من هذه المعضلة إلا بمسايرته ريثما تجد طريقة للهرب ولاسيما بعدما أدركت مدى ومقدار حجمه بين رجاله الأقوياء، وأنه ليس كغيره من رجل الأعمال، إنه رجل مافيا قوي وصعب المراس.

ولكنها لم تكن سهلة له ولا لغيره، كانت تثير شهواته بطريقتها وفي نفس الوقت ما إن يقترب منها حتى تذكره بعهده لها، فيبتعد عنها في الحال، وتعددت محاولاتها لمضايقته حتى جاء اليوم الذي استشاط فيه غضبا وأراد أن يسقيها من نفس الكأس الذي تضرعه له على الدوام.

لقد اقترب منها وأراها مدى حبه الشديد الذي يكنه لها بقلبه، رأى في عينيها مدى احتياجها لقربه ولكل لمسة من لمسات يديه، ولكنها توسلت إليه ألا يفعل، فتراجع وأراها كم هو على مقدرة من التحكم في شهواته، وأنه على الرغم من مدى رغبته بها إلا إنه لا يمكنه فعل ذلك إلا برغبة منها.

شعرت بتأنيب الضمير وبالحزن من نفسها لما كانت تفعله به مرارا وتكرارا، وأخذت عهدا على نفسها بألا تضايقه مجددا؛ كانت لا تجد منه إلا حسن المعاملة في كل شيء، كما أنها كانت تقرأ على ملامحه مدى حبه لها، ولكن كيف يحدث ذلك وهي متزوجة من رجل غيره؟!

تارة تجد نفسها تميل إليه، ولكنها بالكاد تضبط مشاعرها الجياشة إنه بالنهاية رجل مافيا مهما كان الحب الذي يكنه لها بقلبه؛ كانت تحاول أن تجعله يغير نظرته إليها قبل أن تتركه حتى لا يتأثر كثيرا بعد رحيلها عنه، فكانت لا تريه من طباعها إلا جانبها السيء بأنها عنيدة ولا تقبل الهزيمة، وكل ذلك ما كان يزيده إلا إصرارا على الفوز بقلبها والفوز بها ملكة متوجة بين يديه يفعل كل ما يحلو له معها.

وبيوم من الأيام استيقظت من نومها لتجده نائما بجوارها ممسكا بيدها، أرادت أن تبعد يدها عنه إلا أن قلبها لان لحاله، صارت مشوشة لا تعرف ما الذي تفعله، وكيف لشخص مثله أن يقع في حب فتاة لا يعلم عنها شيئا، فتاة من أقصى البلاد بعدا عنه يسلط كل قواه في البحث عنها حتى يبتسم له القدر برؤياها فيفعل المستحيل ليجعلها بجانبه؛ ولكنها في النهاية استفاقت على إبعاد يدها عنه، وفي هذه اللحظة استفاق من نومه بمجرد إزالتها ليده بعيدا عنه، لم يرها ما الذي أصابه من حزن بسبب فعلتها حيث أنه يتسم بتحدي الصعاب وتذليلها لصالحه…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع اجزاء رواية عادت لكي تنتقم كاملة للكاتبة أميرة رمضان

وأيضا: جميع اجزاء رواية همس العيون كاملة للكاتبة لوزة ليبية

وأيضا: جميع الأجزاء كاملة لرواية الزوجة التائهة بين الأحلام والواقع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى