الجزء

الجزء السابع والأخير من روايــة قلبي متيم بها

نتألم عندما نفقد من نحبهم، ونتألم عندما لا نجد من نعشقهم بجانبنا، نتألم حينما نعجز عن البوح بكلمة عن الاشتياق، نتألم ولا ندري إلى متى ستستمر معنا بحور الأحزان والآلام بسبب فقد الحبيب للأبد، ونأمل بيوم للقاء.

قلبي متيم بها الجزء السابع والأخير

وعندما تبينت الأمر وجدته علامة إصابته بطلق ناري، هرعت حينها لأنها أدركت أن غيابه عنها كان بسبب تلك الخلافات والتي أسفرت عن احتمالية فقدها له طوال حياتها الباقية، وأن ما فعله بها قد فعله خوفا عليها ومن أجل حمايتها أيضا، لقد آثر حياتها على حياته.

عانقته ولم تدري بحالها إلا وهي غرقة في النوم بين يديه دون شعور منها، لقد غاصت في نوم عميق وكأنها لم تهنأ بنوم منذ أن جاءت للحياة، وعندما استيقظت من نومها وجدت نفسها مغمورة في أحضانه، لم تغفل عينيه عن النظر إليها طيلة الساعات الطوال…

ماريا: “إنني أحبك بكل ما حوى قلبي وجسدي من قوى”.

ماثيو: “ألن تندمي على قرار محبتك لي”.

ماريا: “لا يمكن أن أفعل ذلك طالما حييت، لقد أحببتك بكامل إراداتي، أحببتك بعقلي قبل قلبي يا مالك الروح والفؤاد”.

ماثيو: “وهل تقبلين الزواج بي أيتها الجميلة العاقلة؟!”

ابتسمت ماريا وقالت: “ألا يلزمك خاتما لهذا الطلب أيها الوسيم العاشق؟!”

فابتسم وأمسك بيدها لتجد الخاتم منيرا بيدها، فتحت عينيها متعجبة منه ولكنها في نفس الوقت تشعر وكأنه الرجل الوحيد بالدنيا، وأن الدنيا بأسرها تخلو من رجل مثله بل تخلو من الرجال من الأساس..

ماريا: “ألا تدع شيئا للظروف مطلقا؟!”

ماثيو: “طالما الأمر يخص سيدة قلبي ومالكته فلن أدع شيئا للظروف مهما صغر أو عظم، أريد مقابلة أهلكِ”.

وافقت على طلبه، ولكنها اشترطت عليه بألا يصارحهم بكونه رجل مافيا، وإلا لن يوافقا على زواجهما مهما كان، ذهبا إلى والديها، فكانت وحيدتهما ورحبا به للغاية لما وجدا فيه من محبة لابنتهما وأنها لم تهنأ بزواجها السابق؛ اتفقا على موعد الزفاف، ولكن والديها عجزا عن السفر معهما لحضور مراسم الزفاف، وذلك الأمر أحزنها كثيرا ولكنها وجدت عزائها بوجودها مع حب حياتها الحقيقي.

ولكنها حظيت برفقة صديقة عمرها الوحيدة من بلدتها، سافرت معها لتساعدها على انتقاء ثوب الزفاف وتكون معها بأجمل أوقات حياتها؛ وبالفعل جرى الزفاف وكانت في غاية السعادة والفرح، وأخيرا تحقق حلم “ماثيو” الذي طالما سعى لتحقيقه لسنوات وسنوات وكان على حسب الاتفاق أنه لن يقربها إلا برغبتها وإرادتها الكاملة.

وثمرة الصبر من أجمل ما يكون كما يقال، قضيا أجمل أيام حياتهما برفقة بعضهما البعض حتى جاء اليوم الذي كانت تستعد فيه “ماريا” لحضور حفل زفاف صديقتها الوحيدة والتي لم تعود للبلاد بعد زفاف صديقتها “ماريا” بل مكثت وأحبها ابن عم “ماثيو” وطلب الزواج بها فوافقت؛ وبينما كانت “ماريا” تساعدها في حفل زفافها كان هناك اتصال بعم “ماثيو” يعلمه بالخطة التي تحدث الآن.

كانت “ماريا” بسيارتها الخاصة وفي طريقها لصديقتها لتبدأ أولى خطوات التحضيرات لحفل الزفاف المنتظر، وقد كانت السيارة مفخخة بهدف إحراق قلب “ماثيو” على حبيبته ردا على كل ما يفعله مع أعدائه، وانتقاما منه أيضا على تفضيلها على كل نساء الأرض، وكل ذلك كان دافعا ممتازا لاجتماع جميع الطوائف ولأول مرة في سابقة لن تتكرر مثلها على الإطلاق ألا وهي التخلص من القلب الطاهر الذي دخل بينهم.

ولم يكن أي منهم يعلم أنها تحمل في أحشائها ابن “ماثيو”، حتى أنه بنفسه لا يعلم ذلك الخبر المفرح، كانت تمسك هاتفها وتحمل على لسانها البشارة بحملها منه، لم يكن قد مر على زواجهما إلا شهرين اثنين، كانت تحمل بقلبها فرحة لو قسمت على أهل الأرض لاستكفوا منها جميعا ولفاضت أيضا.

وبينما كانت تتحدث إليه انفجرت السيارة بسائقها، وتناثرت أشلاء حبيبة قلبه ورحل القلب الوحيد الذي أحبه بصدق عن الحياة آخذا معه الحلم المنتظر، لقد كانت فاجعة بالنسبة إليه لم يكن ليصدقها عقله مهما بلغ من الإقناع.

تغيرت نظرته للحياة بعد فراقها، فقد وجدها بعد عناء وشقاء ويقين، ويفقدها قبل أن يهنأ بها، ليته لم يراها من الأساس وليته لم يمتلك قلبا كقلبه!

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ السلاسل الآتية:

جميع الأجزاء كاملة لرواية الزوجة التائهة بين الأحلام والواقع

و جميع اجزاء رواية بقايا امرأة كاملة للكاتبة كيندا

وأيضا جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى