الجزء

الجزء الأول من رواية “أحببتها رغما عني!”

ليت كل قصص الحب تنتهي كما بدأت، فإنها تبدأ بكل سهولة ويسر بمجرد اشتعال شرارة بالقلب، إما أن تحييه هذه الشرارة وإما أن تكون سببا في إماتته وللأبد.

الجزء الأول من رواية “أحببتها رغما عني!”

بإحدى المنازل الفارهة كان هناك طاقم عمل كبير وضخم للغاية، كانوا قد انتهوا من إعداد وتجهيز كافة التجهيزات اللازمة لحياة فنانهم الشهير الذي بات الطفل الصغير يعرفه من كثرة الشهرة التي حاز عليها بسبب أعماله التي لامست القلوب…

أحد العاملين: “أحمد باشا لازما تصحى دلوقتي في الحال”.

أحمد وهو يصرخ متألما ويضع الوسادة على أذنه: “سيبني أنام، هو أنا لحقت أنام أصلا”.

وفي نفس الوقت كانت هناك فتاة جميلة للغاية (عهد)، وكانت قد استيقظت متأخرة من نومها على غير العادة، ارتدت ملابسها على الفور وركضت تجاه عملها؛ أما بالنسبة للفنان الشهير أحمد البحيري فقد جاءته الوحيدة التي بإمكانها السيطرة على كل قراراته…

أحد العاملين: “وأخيرا جيتي يا نهال هانم”.

نهال (مديرة أعمال الفنان أحمد البحيري): “هو لسه رافض أنه يصحى لحد دلوقتي؟!”

عامل آخر: “والله لسه ما قام من على السرير”.

نهال: “سيبوا الموضوع ده علي أنا”.

وصعت السلالم حتى وصلت حجرة نومه، وفتحت الباب دون استئذان، وكانت ممسكة بيدها كوبا من القهوة بداخلها مكعبات الثلج، كانت قد أحضرتها لمدير أعمالها…

نهال وقد وضعت القهوة شديدة البرودة على ساقه العارية؛ من كثرة صدمته وقف على السرير وقد كان في أوج احتياجه للصراخ الشديد ولاسيما في وجه فاعلها، ولكنه عندما رأى “نهال” لم يجرؤ بالتفوه بكلمة واحدة..

نهال: “أنا عارفة إنك ما نمت كويس من إمبارح، بس لازما تصحى، خذ أمريكانو مثلج، وغادر سريرك الآن”.

وبلا كلمة أخذ منها القهوة، وقام برشف رشفة منها، وهو ينظر إليها ولا يقوى على الحديث فيما بدر منها؛ أما من ناحية أخرى فقد كانت “عهد” تقف بموقف الباصات، وكانت صور “أحمد البحيري” تملأ المكان بأكمله من حولها، وضعت السماعات بأذنيها وصعدت الباص، وما إن وصلت مكان عملها حتى ركضت تجاهه بأقصى سرعتها، ودخلت لتجد مديرها في وجهها…

المدير: “أنتِ متأخرة يا عهد”.

غمزت لصديقتها فمررت لها الآلة، ووضعت الكارت الخاص بها وتم تسجيل دخولها بموعدها…

عهد: “أنا جيت في ميعادي على فكرة، سيبني بقى أغير ملابسي وأستلم شغلي”.

صرخت زميلتها المقربة في العمل قائلة: “عهد .. عهد.. عهد… دي النجمة المعروفة رؤى القاضي، عهد دي حجزت 20 مكان هنا عندنا بنفس الوقت وبشكل مفاجئ”.

عهد: “إنت بتهزري مش كدة؟!”

المدير: “سيبوني أشوف كدة، أنا قلت لكم قبل كدة إن عهد غير أي موظفة هنا عندي، عهد قادرة إنها تصنع المعجزات”.

والتفت إلى عهد قائلا: “إنتي لازما تقومي على خدمتها بأحسن طريقة ممكنة وأفضل خدمة عندنا، دي أهم عميلة عندنا يا عهد، أكيد إنتي مش محتاجاني أفكرك بكدة؟!”

عهد: “إنت ما تقلقش يا حضرة المدير، أكيد هقدم لها أفضل خدمة عندنا”.

أراد المدير الذهاب لمكتبه ولكن عهد استوقفته قائلة: “استنى حضرتك ممكن أسألك سؤال”.

المدير: “اتفضلي طبعا يا عهد”.

عهد: “حضرتك بخصوص العمولة بتاعتي على الفنانة المشهورة رؤى القاضي، أنا ممكن أستلمها مقدما؟!”

المدير وقد بدا عليه القلق: “أحسن إنتي واقعة في مشكلة؟!”

دارت بعينيها الحزينتين وأجابته: “حضرتك شوية مشاكل ومسائل عائلية”.

المدير: “تمام هرتب لك كل حاجة وهقولك بعدها”.

ظهرت الفرحة على وجهها، وفي نفس الوقت الذي ذهبت فيه للاستعداد لبداية عملها كانت الفتيات يقفن مع بعضهن ويتبادلن الحديث حول الماكياج، ومكياج إحداهن الذي بدا ثقيلا للغاية ومرتبا بطريقة مبهرة، وعندما سألتها إحداهن أجابتها: “أنا رايحة النهاردة لأداء التجربة، مين عارف مش يمكن أكون ممثلة وأوقف قدام أحمد البحيري بنفسه”.

إحدى الفتيات: “طيب ومواعيد عملائك هنعمل فيها إيه النهاردة؟!”

الفتاة: “سيبك من عملائي، أنا أساسا طلبت من المدير أجازة النهاردة، وفي الأول والآخر أنا حلمي إني أكون ممثلة؛ ربي وهب لي الوجه الجميل ده أكيد مش علشان أكون عاملة في صالون تجميل في النهاية”.

وكانت مديرة أعماله “نهال” تنتظره أمام باب غرفة نومه ريثما يبدل ثيابه، وما إن خرج…

نهال: “خلصت؟!”

أحمد: “بالمناسبة عرفتي مخرج الفيلم الجديد؟”

نهال: “بصراحة ما قدرت أعرفه لأن المنتجين مبدعين في إخفائه عن جميع الأنظار، وإخفاء سره كليا، ولحد دلوقتي ما في أي حد قادر على معرفة هويته”.

أحمد: “بس إنتي لازما تعرفي هويته، إذا كان المخرج مش كويس وعلى ثقل فمش همثل في الفيلم من الأساس”.

نهال بحدة: “أكيد إنت بتهزر، ده المؤتمر الصحفي هيبدأ بعد ساعات قليلة، ده غير إنك وقعت معاهم العقد أساسا”.

قاطعها أحمد: “وأنا معنديش أي مانع إني أدفع لهم تعويض عن الإخلال بالعقد اللي بينا”.

بيدها ضربته على كتفه: “توقف عن الهزار بتاعك ده، وتصرفاتك المجنونة دي”.

أحمد: “إنتي بتتنمري علي؟!”

وكل من بالمكان نظر إليهما بتعجب من طبيعة الأسلوب بينهما، وفجأة إذا بهاتف نهال يرده اتصال…
نهال: “أيوة أنا، أكيد هنوصل في خلال نص ساعة، طيب ليه؟!”

وانقطع الاتصال……

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى