الجزء الثالث من روايـة “أحببتها رغما عني!”
وصلنا في الجزء السابق عندما كانت تتساءل بعض العاملات بصالون التجميل عن سر توفير “عهد” الكثير من الأموال التي تكسبها من وراء عملها الدائم وعدم تغيبها وإصرارها على جمعها بكل طريقة ممكنة، وعن عدم ظهور نعمة هذه الأموال عليها وعلى هيئتها التي تبدو وكأنها فقيرة معدمة لا تملك هذا القدر من الأموال.
الجزء الثالث من روايـــة “أحببتها رغما عني”!
وبينما كانت “عهد” تعمل أتاها مديرها…
مديرها: “عهد الفنانة رؤى القاضي اتصلت وعايزاكي تروحي لها دلوقتي حالا”.
عهد: “بس أنا معاي شغل حضرتك، ومقدرش أسيبه وأمشي”.
ميدرها: “أكيد يا عهد هخلي واحدة من البنات تحل مكانك لحد ما تيجي، إنتي عارفة إننا مش هنقدر نتأخر عنها دي فنانة مشهورة ده غير معجبيها وفنانات الوسط زيها، مش عايزها تاخد انطباع سيء عننا وتقييمنا تقييم سيء”.
خرجت “عهد”، وقد اتخذت من الدراجة الهوائية وسيلة للوصول للممثلة “رؤى القاضي” والتي كانت في الأساس في انتظار مؤتمر صحفي ضخم للإعلان عن فيلمها الجديد؛ وبينما كانت في طريقها كان الممثل الشهير “أحمد البحيري” في طريقه أيضا لنفس المؤتمر، وبينما كان يقود سيارته الفارهة كان على الاتصال بمديرته وكان يستشيط غضبا…
أحمد: “دول فعلا بعتوا بيان صحفي بيأكدوا فيه الخبر، هو أنا لازم يتم إذلالي بالطريقة دي، قوليلي بقى لو انتشر الخبر ده أنا هقدر أمارس مهنتي إزاي؟!، وإنتي عارفة إن مجال عملنا بعتمد كليا على نشر الإشاعات والأخبار”.
وفي نفس الوقت عهد كانت تتحدث لسيدة على الهاتف، ولكنها كانت تتضع السماعات بينما تقود الدراجة الهوائية…
عهد: “عمتي روان أنا حضرتلك الدفعة الأولى من المبلغ اللي اتفقنا عليه 182000 جنيه، بيتهيألي إننا كدة نقدر نوقع العقد بكرة بالليل إن شاء الله”.
كانت “عهد” تخرج من شارع فرعي، وإذا بها فجأة تجد سيارة أمامها مسرعة للغاية، تفادت الاصطدام بها ولكنها فقدت توازنها فسقطت على الأرض مصابة في ساقها إصابة بالغة؛ استجمعت قواها وكل الأشياء الخاصة بصالون التجميل والتي كانت ثمينة في حد ذاتها تناثرت على الأرض، صمدت على قدمها وبالكاد استطاعت النهوض والسير على قدمها، واتجهت نحو السيارة.
كانت نهال لا تزال متصلة به: “إيه اللي حصل، ما تخوفنيش عليك أكتر من كدة، فيه إيه يا أحمد؟!”
تنهد وكانت دقات قلبه يتمكن من سماعها لحدة صوتها: “ولا حاجة بس أنا عملت حادث بسيط”.
نهال: “طب إنت كويس؟!”
أحمد: “آه أنا كويس، بس هي مش كويسة خالص، أنا هنزل من العربية وأطمن عليها”..
نهال: “إياك تنزل من العربية، خليك زي ما أنت ولو تقدر تهرب اهرب قبل ما تشوفك؛ وبخصوص المؤتمر الصحفي فأنا خلاص لقيت الحل هبعت لهم بيان حالا وأقولهم إنك تعرضت لحادث سير واضطريت تعتذر عن دورك في الفيلم من الأساس”.
وبينما كان يتحدث لنهال، وإذا به يرى الفتاة تسير نحوه، ولم يجد شيئا ليفعله إلا أن يمثل أنه فاقد للوعي…
نظرت لداخل السيارة من خلال النافذة المغلقة، فوجدته مغشيا عليه، حاولت أن توقظه من خلال الدق على النافذة، ولكنه لم يستيقظ ولم يبدي أي رد فعل: “يا الله!! إيه المفروض إني أعمله دلوقتي؟!”
أخرجت هاتفها واتصلت بسيارة الاسعاف معلنة عن مكان الحادث، كانت خائفة للغاية على حياته بسبب نقص الأوكسجين بالسيارة وربما يفقد حياته كاملة بسبب الحادث، طلبت منهم المجيء في الحال بأقصى سرعة ممكنة.
وفي نفس الوقت كانت الجماهير الحافلة تهتف باسم الممثل الشهير “أحمد البحيري” حيث كانوا جميعا مولعين بحبه وبشخصه وبأعماله؛ وكانت الممثلة “رؤى القاضي” تجلس على أعصابها فلم تأتيها بعد “عهد”، وقد أوشكت على الصعود للمنصة أمام جماهيرها العريقة وقد كسر ظافرها!
رؤى: “لسه مجتش برده؟!”
مدير أعمالها: “أنا اسمعت أنه تم استبدال أحمد البحيري، فهو مش هيقدر ييجي أساسا”.
صرخت في وجهه: “وأنا يفرق بالنسبة لي إيه ييجي ولا لأ، أنا كل همي دلوقتي فنانة الأظافر مجتش لحد دلوقتي ليه؟”
مديرها أعمالها: “بس أنا اتصلت وبلغوني إنها مشيت من بدري، وإنها من المفترض تكون وصلت، مش عارف إيه اللي أخرها بس، استني دلوقتي تيجي ونعرف عذرها كان إيه”.
صرخت ثانية: “المفروض إني أكون على المنصة بعد دقايق، إنت ناسي إن المؤتمر خلاص على وشك إنه يبتدي”.
مديرها أعمالها: “طب خلاص أتصل لك بصالون تجميل غيره حالا”.
رؤى وقد جحظت عينيها فيه: “دي حالة طارئة لا يمكن حد يقدر يعمل حاجة غير البنت دي”.
سألأها: “قولي لي أي حاجة وأنا أعملها لك”.
رؤى صارخة: “دور لي على جوانتي بسرعة؛ واتصل لي على الصالون واسحب لي منه عضوية اشتراكي”.
عهد وقد اتصل بها مديرها: “إيه بتقول إيه حضرتك، الآنسة رؤى طلبت سحب عضويتها من الصالون؟! (كانت ممسكة الهاتف وتنظر لمن بداخل السيارة بحيرة من أمرها، فقد كانت عاجزة عن فعل أي شيء له، وفي نفس الوقت ستفقد عملها بسبب تأخرها عن أهم عميلة لديهم، واخيرا اتخذت قرارها) حضرتك ممكن تساعدني وتشرح لها سبب تأخيري عليها، أنا اتعرضت لحادث وأنا هروح لها دلوقتي حالا…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع