الجزء

قصـة الجن العاشق الجزء السادس!

كثير من الأناس لديهم فضول حول عالم الجن والشياطين.

ولم يصب كل من دخله أو حالو دخوله إلا الندم الشديد والحسرة، إذ لم يكن كانت الفائدة حياته بأكملها.

وللجن طرق كثيرة وأساليب أكثر في الاستحواذ على أرواح بعض البشر.

كثيرا من البشر يكونون على قيد الحياة، وفي الواقع هم مجرد أجساد تدب فيها الحياة ولكنها في الأصل من تعداد الموتى!

قصـــة الجن العاشق الجزء السادس!

آدم: ” أشعر وكأنني سأفقد عقلي في الحال”.

والدته: “يجب عليك أن تنتظر لكي ترى ابنك، كن صبورا يا بني.

إياك والمجيء!”

آدم: “أمي انتظري، لا تغلقي الخط”.

ولكنها كانت بالفعل قد أغلقت الهاتف في وجهه!

أطاح بجسده على الأريكة، وإذا به يرى أمام عينيه في المرآة نفسه من جديد بنفس الملابس السوداء!

نظرات مريبة تبعث الخوف في داخل النفس، عجز أن يدير باصره وظل مترقبا حتى اختفى هذا الشيء من أمامه.

حينها بالكاد تمكن من النهوض من مكانه، وذهب لعمله.

ووقت استراحته كان بالكاد يأكل شيئا، ولكنه صار مدمنا للسجائر والقهوة.

فكان ممسكا بكوب القهوة بيده، وأتاه صديقه “سالم”، ربت على كتفه قائلا: “آدم لدي أخبار جيدة لأجلك”.

بدا على “آدم” عدم الاهتمام بالأمر، كانت تغلب عليه مشاعر الحزن الدائمة.

أكمل سالم قائلا: “لقد تحدثت لرئيس العمل بشأنك، وهو سعيد جدا بأدائك في العمل، وقد وعد بزيادة لأجلك وعلاوة.

وبهذا فإن كل مشاكلك ستنتهي يا صديقي”.

آدم: “لا أريد أي شيء يا سالم، كل ما أريده الآن هو العودة للوطن”.

نظر إليه “سالم” بطريقة جعلت “آدم” نفسه يتعجب من حاله، وتركه “سالم” ورحل، ولكن ظلت عيني “آدم” عليه مرسوم بداخلهما الدهشة والتعجب من حال صديقه.

بعد مرور خمسة شهور….

بيوم من الأيام بعدما أنهى عمله، عاد لمنزله وقد بدل ملابسه وجهز لنفسه وجبة خفيفة للعشاء.

بالكاد كان يأكل بضعة لقيمات، وكل اعتماده كان على الأدوية التي تتمثل في المسكنات وما نحو ذلك.

وبينما تناول بضعة لقيمات، استاء فأطفأ التلفاز، وقام من مقعده وشد ستارة النافذة.

وانصرف لغرفة نومه لينما ويحاول التوقف عن تفكيره الدائم فيما يحدث له، والأشياء الغربية التي يراها على الدوام في نومه ويقظته على حد سواء.

ولكنه ما إن استدار عن النافذة حتى سمع الستارة تفتح تلقائيا!

استدار ووجدها بالفعل قد جذبت وشدت كاملة، فاقترب من النافذة ليرى ما السبب في ذلك.

اقترب واقترب وكان الظالم الحالك بالخارج يغطي على كل شيء، وفجأة ظهر أمامه ظهره!

نفس هيئته وحتى نفس الملابس التي يرتديها حينها!

فتح عينيه على آخرهما ليتبين الأمر، وإذ فجأة استدار له المخلوق الذي يشبهه تماما، بدا في بداية الأمر بشكله بنفس وسامته؛ ولكن سرعان ما تحول لشكله المخيف.

فزع “آدم” لدرجة أنه وقع على الأرض من شدة قباحة المخلوق، كان هذا الشيء منزعجا من “آدم” للغاية فكسر زجاج النافذة في وجه الشاب المسكين.

وانصرف كالدخان وسط علامات من الخوف والندم الشديد على الحال قد تركها في نفس “آدم”، الذي بات يطلب الموت في كل ثانية من عمره.

في الصباح الباكر لم يذهب “آدم” لعمله كعادته كل صباح، بل ذهب للسفارة يتبين مواعيد السفر والرحلات لبلاده، واليوم الأقرب لرحيله للأبد عن ألمانيا وعودته لمسقط رأسه.

قضى طيلة الليلة الماضية يفكر في كل شيء، لقد جافاه النوم على الرغم من كل الأدوية التي صار يتعاطاها على أمل من الوصول لراحة ولو نسبية.

دخل واستقر على مكتب أمام الموظفة، تبادلا التحية بابتسامة جميلة مرسومة على وجهها…

آدم: “أريد أن أحجز تذكرة على أول طائرة”.

سألته عن اسمه وعن بلاده، فأجابها وأعطاها كل المعلومات.

شرعت الموظفة في البحث، ولكنه لم يكن صبورا من شدة تتوقه للخلاص من كل ما يحدث معه..

آدم: “متى موعد أول طائرة من فضلك؟”

فأجابته الموظفة: “إنني أبحث لك يا سيدي”.

حينها التفت “آدم” خلفه إذ شعر بشيء غريب..

آدم بفزع: “أمي”!!

كان قد ارتفع كامله من على مقعده، تعجبت الموظفة منه فسألته قائلة: “هل أنت على ما يرام؟!، ما الذي يحدث معك يا سيدي؟!”

قالت والدته: “أي نوع  من الأبناء أنت؟!

ألا يمكنك أن تتحمل قليلا؟!

ابقى هنا”.

وفجأة تبدل شكلها وتناثرت الحشرات من حولها، فزع “آدم” وهرع بالهروب بعيدا.

كان الكل من حوله متعجبا من حاله، ومما يفعله.

وجميعهم معذورين، لأنهم لا يرون ما يراه، ولو رأوه لبات حالهم أصعب من حاله!!

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ: جميع أجزاء رواية وادي الجن

وأيضا: جميع اجزاء رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه

ولا تنسى أيضا: جميع أجزاء رواية وادي الجن

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى