الجزء

الجزء الثالث من رواية وادي الجن

في الجزء السابق رأينا ما حدث لحسن عندما دخل الى منزل الرجل الذي استضافه ( ابو صالح ) وكيف ان الزيارة في اولها كانت تبدو بصورة طبيعية ، ولكن بعد ساعتين بدأت الغرائب و العجائب تحدث لحسن فقد رأى ابو صالح وذلك الرجل العجوز الذي يفترض ان يقلّه نائمين على الارض ، بعدها تمكن حسن من الهروب و الخروج من المنزل بدراجته الا ان الامور ازدادت سوءا فقد رأى نفس الشخصين اعلى قمة من قمم الوادي الذي كان حسن يحارب للخروج منه والعودة مرة اخرى الى منزله ، وفي هذا الجزء سنرى ماذا سيحدث لحسن وما المصير الذي سيقابله ، هيا بنا.

 

 

قصة وادي الجن الجزء الثالث

 

اثناء نظر حسن الى القمة التي يجلس عليها الشخصين اللذان كانا في المنزل لم يلاحظ امامه صخرة كبيرة ، ادى ذلك الى ارتطام الدراجة بها ليطير حسن و دراجته في الهواء ، ومن شدة الارتطام تحطمت الدراجة اما حسن فقد غاب عن الوعي ولم يتمكن حتى من النظر حوله ، افاق حسن ليجد نفسه داخل مستشفى ، كانت الدهشة واضحة جدا على وجه حسن فآخر ما يتذكره هو محاولة هروبه من ذلك الوادي المخيف والآن هو في مشفى كما ان المكان الذي سقط فيه ( الوادي ) يبدو مكانا شبه مهجور فيكف تم نقله الى المستشفى ، كان هناك طبيبان واقفان الى جوار حسن وكانا يتحدثان ، احدهما لاحظ ان حسن قد افاق.

 

 

نظر هذا الطبيب الى حسن وقال : حمدا لله انك بخير لقد وصلت ليلة امس وكانت حالتك حرجة جدا ، كانت الدهشة لا تفارق وجه حسن وبدأ يسأل : ماذا حدث لي واين انا ؟ ، قال الطبيب وهو متعجب من السؤال : انت الآن في مستشفى الجامعة ولقد تعرضت لحادث مروع ولكن اطمأن حالتك الآن تبدو مستقرة ، الغريب في الامر ان كلا الطبيبين لم يتمكنا من معرفة من الذي اتى بحسن الى المستشفى فكل ما يتذكرانه هو انهما عالجاه وانتظرا الى ان افاق ، اتجه احد الاطباء الى حارس الامن وسأله عن الشخص الذي احضر حسن الى المستشفى ، اجاب حارس الامن قائلا : بالفعل لقد تم احضار هذا المريض الى باب المستشفى يوم امس من قبل شخصين.

 

تابع حارس الامن حديثه قائلا : بحلول الساعة الثالثة صباحا رأيت شخصين احضرا هذا المريض الى باب المستشفى احدهما كان كبيرا في السن واخبراني بان هذا الشخص قد تعرض لحادث وانصرفا بعدها ولم ينطقا باي كلمة اخرى ، طلب حسن من حارس الامن ان يقوم بوصف هذين الشخصين ، شعر حسن بالرعب لان المواصفات التي كان يتحدث عنها حارس الامن تدل على ان هذين الشخصين هما نفس الشخصين اللذان كانا في الوادي الرجل ابو صالح وذلك الرجل العجوز الذي طلب من حسن ايصاله من المدينة ، اخبر حسن الاطباء بانه في حاجة الى الخروج الآن من المستشفى وان عليه العودة الى اسرته فهم بالتأكيد يشعرون بالقلق عليه.

 

 

شعر حسن بالرضا عندما اخبره الاطباء بان حالته لم تعد حرجة وانه من الممكن ان يخرج ولكن عليه اولا ان يوقع على اقرار بانه سيخرج على مسؤوليته الشخصية وليس مسؤولية الاطباء ، على الفور وافق حسن على ذلك وقام بالتوقيع وخرج من المستشفى ، كان حسن يشعر بالخوف وفي نفس الوقت يشعر بالرعب وبدأت الاسئلة تتهاطل على ذهن حسن ، ما هذا الذي حدث معي ؟ ولماذا قام هذين الشخصين بايصالي الى المستشفى ؟ وما هو سر المنزل الذي يقع في آخر الوادي ؟ ، جميع هذه الاسئلة كانت لا تتوقف داخل عقل حسن ولم يجد لها تفسير ، خرج حسن من باب المستشفى وعاد الى منزله ، عندما دخل حسن المنزل ركضت زوجته باتجاهه وقالت : الحمد لله.

 

قصص
قصة وادي الجن

 

قالت زوجة حسن : اين كنت كل هذه المدة يا حسن لقد قلقنا عليك كثيرا ؟ ، قال حسن : انها قصة طويلة وسوف ارويها لكم بالتفصيل لكن اولا اريد ان استريح ، تقدم حسن داخل منزله خطوتين ولاحظ شيئا اصابه بالرعب ، رأى حسن الدراجة التي تعود لجاره عبد العزيز والتي كان يقودها ، وجدها امامه في المنزل وفي حالة جيدة جدا ، هنا تجمد الدم في عروق حسن واخذ يحدث نفسه : عندما طرت في الهواء وقبل سقوطي كانت الدراجة قد تحطمت تماما كيف يعقل هذا ؟ ، شعر حسن حينها انه سيصاب بالجنون من شدة المواقف التي يتعرض لها بدءا من رحلته مع ذلك العجوز وحتى وصوله الى المنزل و رؤيته للدراجة التي تحطمت امامه وهي في حالة جيدة.

 

 

سأل حسن زوجته : من الذي احضر هذه الدراجة الى هنا ؟ ، قالت الزوجة : فجر اليوم سمعت جرس الباب يدق ، ظننت بانه انت ففتحت الباب ، رأيت شخصين احدهما كبير في السن وكانت الدراجة معهم ، قالا لي انك وجدت عمل في قرية مجاورة وانك ستغيب ليوم ، وانصرفا بسرعة فقمت بادخال الدراجة لكي تعيدها الى جارنا عبد العزيز عندما تعود ، في الحقيقة كنت اشعر بان هناك خطب ما ولكن لم يكن في يدي شيء اقوم به ، كان وقع هذه الكلمات على حسن صعب جدا ، واخذ يسأل نفسه : لماذا يقوم هذين الشخصين بكل هذا ؟ ، سأل بعدها حسن زوجته عن مواصفات هذين الشخصين ، ايضا كانت المواصفات  مطابقة لمواصفات الشخصين اللذان كانا في الوادي.

 

بعد ان ارتاح حسن قليلا قرر ان يعيد الدراجة لجاره عبد العزيز ، بالفعل اتجه حسن الى منزل عبد العزيز و قال له : انا آسف جدا يا جاري ولكن كل ما حصلت عليه هو توصيلة الى الوادي لرجل عجوز ولكنه لم يعطني اي نقود ارجوك اعذرني ، تفاجئ حسن من رد فعل عبد العزيز حيث ابتسم عبد العزيز وقال : لا تحمل هما يا جاري الغالي وارجوك ان تبقي هذه الدراجة معك هذا الاسبوع لقد حصلت على دراجة جديدة واريدك ان تعلم اني لن أخذ منك اي مبلغ لعملك على هذه الدراجة ، شعر حسن بالغرابة الشديدة ففي الامس عبد العزيز يريد الحصول على نصف المكسب والآن لا يريد اي شيء على الاطلاق ، هل هذا معقول ام ان حسن هو الذي اصبح مجنون ؟.

 

 

انصرف حسن عائدا الى منزله وفي الطريق تذكر ان الرجل العجوز قد اعطاه النقود قبل الوصول الى القرية ، على الفور قام حسن بالبحث في حقيبته التي كانت معه فعثر على المبلغ كاملا داخل الحقيبة ، شعر حسن بالسعادة واخبر زوجته بان معه مبلغ 5000 درهم وان كل المشاكل سوف يتم حلها باذن الله ، اتجه حسن مسرعا الى صاحب المنزل واعطاه الايجار ومن ثم عاد الى جاره عبد العزيز وطلب منه ان يشتري دراجته القديمة لتصبح ملكه فوافق عبد العزيز ، شعر حسن حينها ان جميع مشاكله قد انتهت على الرغم من ان حسن لم يكن يملك اي تفسير منطقي لما يحدث معه ، ولكنه كان يشعر بالراحة على الاقل في الوقت الراهن.

 

عاد حسن الى منزله بعد ان دفع لعبد العزيز ثمن الدراجة ، بعدما وصل حسن الى المنزل قالت له زوجته : شكرا لك يا زوجي العزيز ان ما احضرته الينا كثير جدا شكرا لك ، تعجب حسن من كلام زوجته وسألها : وما الذي احضرته انا ؟ ، قالت له زوجته اتجه الى المطبخ لترى بنفسك ، توجه حسن الى المطبخ فرأى شيئا اصابه بالدهشة ، المطبخ مليء بالحقائب التي تحوي الفواكه و اللحوم و الاغراض التي يحتاج اليها اي منزل ، قالت الزوجة : ان نفس الشخصين اللذان احضرا الدراجة فجر اليوم احضرا هذه الحقائب وقالا انك انت من قمت بارسالهم ، كانت الصدمة ان هذه الحقائب هي نفسها الحقائب التي كان الرجل العجوز يحملها في يده قبل ان يطلب حسن ليقله الى القرية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى