الجزء

الجن الثاني من رواية وادي الجن

في الجزء السابق تعرفنا على حسن والذي كانت بلاده تعاني من ويلات الحروب الامر الذي انعكس على الاقتصاد فأدى ذلك الى فقد حسن لوظيفته ، وبعد الحاح صاحب المنزل الذي يعيش فيه حسن من اجل دفع الايجار اضطر حسن لاخذ الدراجة النارية التي يملكها جاره عبد العزيز لكي يعمل عليها ، وبعد يوم طويل بدون اي توصيلة ظهر ذلك الرجل العجوز لحسن وطلب منه ان يقلّه لقرية بعيدة قليلا ، في البداية رفض حسن ولكن بعد ان عرض عليه الرجل العجوز 5000 درهم لم يكن باستطاعة حسن ان يرفض و وافق  ، وفي هذا الجزء سنرى ماذا سيفعل حسن في رحلته وهل سيعود منها سالما ام لا ، لنرى معا.

 

 

قصة وادي الجن الجزء الثاني

 

قرر حسن ان يأخذ طريقا رملية اقل خطورة من الذهاب ناحية ذلك الوادي ، فالوادي قد يكون مغمورا بالمياه في هذا الوقت ، قرر حسن ان يكسر ملل الطريق ويبدأ في التحدث مع الرجل العجوز عن سبب تأخره في العودة لمنزله ، ولكن الرجل العجوز لم يجب فظن حسن ان الرجل قد نام خاصة ان الطريق طويل ، اثناء السير في ذلك الطريق لاحظ حسن ان الرمال تزداد كثافتها بطول الطريق وبالتالي قد يتسبب ذلك في احداث مشاكل بالدراجة وهو الى الآن لم يصل بعد الى منتصف الطريق ، فلم يكن امام حسن سوى العودة مرة اخرى الى طريق الوادي.

 

 

اقترب حسن من الوادي وبالفعل كان الوادي به مياه ولكنها لم تكن كثيفة ، عندما وصل حسن الى الوادي ابطء سرعة الدراجة كثيرا وطلب من الرجل العجوز ان يرفع قدمه قليلا حتى لا يصاب بالبلل بسبب المياه الموجودة في الوادي ، لم يجد حسن اي اجابة من الرجل العجوز فقرر ان يلتفت ويوقظه حتى لا يتبلل الرجل فكانت الصدمة عندما نظر حسن الى خلفه ، الرجل العجوز اختفى!!! ولم يعد له اي اثر ، توقف حسن في منتصف الوادي واخذ ينظر خلفه وهو يردد : اين اختفى ذلك الرجل انا متأكد بانه كان خلفي على الدراجة.

 

كان الوادي مظلم جدا ومخيف ، اخذ حسن ينظر حوله فوجد منزلا في آخر الوادي تنبعث منه بعض الانوار ، على الفور اتجه حسن الى ذلك المنزل وعندما وصل اخذ يطرق على الباب ، فتح له رجل وقال له : اهلا بك من انت وما الذي جاء بك الى هذا الوادي وفي هذا الوقت ؟ ، قال حسن وهو خائف : لقد كنت في طريقي الى  القرية التي تقع بعد الوادي وكان معي رجل عجوز ولكني عندما دخلت هذا الوادي اختفى الرجل ولا ادري ماذا افعل ، حاول الرجل تهدئة حسن وقال له : ارجوك تفضل بالدخول يمكنك المبيت هنا في المنزل حتى شروق الشمس و من ثم العودة الى منزلك في الصباح.

 

 

على الرغم من ان حسن كان مترددا الا انه لم يكن امامه اي خيار آخر ، فالوادي مخيف جدا في الليل ولا يدري ماذا سيحدث له اذا حاول ان يعود الى المدينة في هذه الساعة المتأخرة فقرر حسن ان يوافق على المبيت في منزل هذا الرجل ، ادخل حسن دراجته الى مدخل المنزل ومن ثم دخل الى احدى الغرف ، جلس الى جواره الرجل صاحب المنزل وقال له : لم اعرف اسمك بعد ، قال حسن : انا اسمي حسن ، قال الرجل : مرحبا بك يا حسن انا ابو صالح ، لا اريد ان اخيفك ولكن ما قمت به اليوم كان خطرا جدا فهذا الوادي كانت تدور به المعارك قبل 400 عام.

 

اكمل الرجل حديثه قائلا : كانت الاقاويل تروي ان هناك اكثر من 4000 شخص مات في هذا المكان ، وهناك احاديث ايضا تقول بان هذا الوادي وادي مسكون ، شعر حسن بالخوف من كلام هذا الرجل ، بعدها قال الرجل : سوف اذهب لاطلب من زوجتي ان تحضر لنا بعض الطعام بالتأكيد انت جائع ، على الرغم من محاولات حسن لرفض هذه الدعوة الا ان الرجل كان مصرا على ان يتناول حسن الطعام ، غاب الرجل عن حسن حوالي 10 دقائق ثم عاد مرة اخرى ، كان الرجل يمسك في يده قطعة حديد ، ظن حسن ان هذه القطعة هي راديو صغير.

 

 

شعر حسن بالاندهاش فكيف لمثل هذه الاجهزة الصغيرة المتطورة ان تصل الى هذا المكان ، قرر حسن الا يفكر في اي شيء فهو يشعر بالتعب و الخوف ويريد فقط ان يقضي ما تبقى من ساعات الليل ثم يعود مرة اخرى الى المدينة و معه المال ، بعدها قال ابو صالح : سوف اذهب لاتفقد العشاء هل تم تجهيزه ام لا وسأعود لك خلال دقائق ، المريب في الامر انه مر ساعة و ساعتين ولم يظهر ابو صالح ، اتجه حسن الى باب الغرفة التي كان يجلس بها واخذ ينادي بصوت عالي : يا ابو صالح يا ابو صالح اين انت ؟.

 

حاول حسن البحث عن ابو صالح واخذ يسير في ارجاء المنزل ولكن هو يحدث صوتا حتى لا يتفاجئ بزوجة ابو صالح ، اقترب حسن قليلا من مكان المطبخ فقد كان المطبخ هو المكان الوحيد الذي به اضواء ، دخل حسن المطبخ ورأى امامه منظرا جمّد الدم في عروقه ،  رأى حسن ان المطبخ مليء بجثث الحيوانات وبه الكثير من قطع اللحم المتعفنة ، بالتأكيد هذا المكان لا يمكن العيش فيه ولو لثانية واحدة ، خرج حسن على الفور من المطبخ ولاحظ حسن امامه غرفة اخرى كان بابها مفتوح قليلا ، اقترب حسن من الغرفة واخذ ينظر من الباب.

 

بيت
بيت مخيف جدا

 

لاحظ حسن وجود شخصين نائمين على الارض ، ظن حسن في البداية ان هذين الشخصين ربما هما ابو صالح وزوجته ولكنه لاحظ ان الجسدين هما لرجلان ، كان لدى حسن مصباح صغير فسلط الضوء على الشخصين وكانت المفاجأة ، الشخص الاول كان هو ابو صالح ، تعجب حسن من السبب الذي دفع ابو صالح الى تركه و الذهاب الى النوم ، وعندما وجه حسن المصباح تجاه الرجل الآخر كانت الصدمة الكبرى ، فالرجل الآخر هو نفسه الرجل العجوز الذي كان يُفترض ان يقوم حسن بايصاله من المدينة الى القرية التي تقع بجانب الوادي.

 

 

دب الرعب في قلب حسن واخذت ضربات قلبه تتسارع ، اخذ حسن يتسائل : كيف يمكن ان يحدث ذلك ؟ ، الرجل ابو صالح كان يحدثني عن الامور الغريبة التي تحدث في هذا الوادي والآن هو نائم والى جواره نفس الشخص الذي كان معي على الدراجة بالتأكيد هناك امر غير طبيعي في هذا البيت ويجب علي ان اغادره سريعا ، على الفور اتجه حسن الى مدخل البيت واخذ دراجته وخرج بهدوء وانطلق مسرعا مبتعدا عن الوادي ، كان على حسن ان يقطع مسافة طويلة قليلا حتى يخرج من الوادي فكما تذكرون المنزل الذي كان فيه حسن في آخر الوداي ولكي يخرج الى المدينة عليه ان يخرج من الجهة الاخرى.

 

كان حسن يسير بسرعة جنونية متجاهلا المياه في الوادي ، من شدة خوف حسن كان ينظر باستمرار الى الطريق خلفه فقد كان يشعر ان هناك جيشا من الاشباح يطارده ، في منتصف الوادي وبينما كان حسن يقود دراجته لاحظ اعلى قمة من قمم الوادي كانت الى يمين حسن ان هناك شخصين جالسين على هذه القمة ، كان المرعب ان هذين الشخصين هما نفس الشخصين اللذان تركهما حسن نائمين في المنزل ، اخذ حسن يردد : يا الله ماهذا الذي اراه انهما ابو صالح وذلك الرجل العجوز ، ما هذا المأزق الذي وضعت نفسي فيه ، كان حسن يشعر بان قلبه سيتوقف من شدة الخوف ، و لم يكن امامه سوى القيادة باقصى سرعة للخروج من الوادي و العودة الى منزله سالما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى