الجزء

الجزء الثالث من روايـــــة قلبي متيم بها

وأحيانا كثيرة يلزمنا وقفة صادقة مع أنفسنا لحساب كل شيء بحياتنا، فمن الجيد تقييم أفعالنا والأمور التي سلمنا بها، ربما نكون على خطأ فيلزمنا التصحيح.

ولكن هناك الكثير منا من يعجز عن تصحيح أخطائه حيث أنه لا يراها أخطاءً على الإطلاق، وهنا تكمن الكارثة الحقيقية.

قلبي متيم بها الجزء الثالث

لقد كان دوما يبعدها عنه، يجعلها يوميا تضع يمينها على سريرها والدموع تنسكب على وسادتها بسبب أفعاله معها الدائمة المستمرة، ولكن في هذه الأمسية ولأول مرة اتخذت قرارا حاسما فلم تتحمل كلماته بعد الآن، وما إن شرع في مضايقتها تركت كل شيء خلفها وذهبت بعيدا.
ومن جديد تسير على الشاطئ بدموع حارقة، ولأول مرة تقابله، ظهر أمامها شاب طويل القمة وسيم الشكل جذاب من كل الزوايا، نظر إليها وابتسم بشكل هادئ وسألها قائلا: “هل أنتِ ضائعة أيتها الجميلة؟!”

تعجبت من سؤاله، وأيقنت أن الظلام سدل جميع الأرجاء ولم تشعر بذلك، ولم تعي لذلك من شدة أحزانها، لم يكن لديها أي رغبة في العودة لزوجها من الأساس، كانت كل ما تشعر به أنها ترغب وبشدة في الذهاب بعيدا عن الجميع والفوز بنفسها الضائعة بين كل ذلك؛ كانت تهيم في الأرجاء وعندما رأت مجموعة من الرجال الأقوياء السكارى أدركت المصاعب التي على وشك مواجهتها، هرعت في الفرار بعيدا عن أعينهم، ولكنها لم تكن تدري أنها مقصودة من قبلهم من الأساس.

وضع أحدهم يده على فمهما، ولم تشعر بشيء بعدها؛ وعندما استعادت وعيها وجدت نفسها نائمة على أريكة مريحة للغاية، نظرت لملابسها خشية أن يكون قد فعل أحدهم بها سوءً، وعندما اطمأنت على نفسها، أرادت النهوض من مرقدها ومحاولة الفرار ولكن المخدر كان له أشد التأثير عليها، بالكاد تمكنت من النهوض ومن السير بضعة خطوات، وعندما انتقلت بالمكان رأت ما أذهلها وجعلها تقع على الأرض مغشيا عليها.

لقد رأت صورتها بحجمها الطبيعي على الجدار معلقة أمام عينيها، أفاقت هذه المرة وأمام عينيها نفس الشاب الوسيم، وسألها من جديد: “هل أنتِ ضائعة أيتها الجميلة؟!”، كانت ترى في عينيه رغبته في الاقتراب منها، لذا شعرت بالخوف الشديد منه والرغبة في الركض بعيدا عن أنيابه الحادة؛ لم تكن قادرة على الحركة بفعل تأثير المخدر، وضع يده على خدها وجزءً من رقبتها قائلا: “لم أكن أعلم أنه سيكون للمخدر كل ذلك التأثير عليكِ”.

سألته بنبرة حادة: “أأنت من فعلت هذا بي؟!، صدقا لن أرحمك، وأين هاتفي ومتعلقاتي سأريك ما الذي سأفعله بك”.

أعطاها ماءً وبعض الحبوب لتشربها ليزول عنها أثر المخدر، ولكنها أبت ذلك خوفا منه، فقام بوضعها بفمه وشربها أمامها لتطمئن له، وأعطاها مثلها فقامت بابتلاعها حيث كانت تشعر وكأن الأرض جميعها تدور من حولها؛ وما إن استعادت وعيها كاملا حتى وضعت يدها في جيبه الخلفي وانتزعت منه سلاحه، وقامت بتهديده بسلاحه إن لم يطلق سراحها فإنها ستقوم بإطلاق النيران عليه وتفقده حياته كاملة.

لم تجد منه أية ردة فعل، وما جعلها في حيرة من أمرها عندما سمعت جوابه: “إن كان رحيلي من هذه الحياة المؤلمة على يدكِ، فذاك سر السعادة بعينه، ولن أطمح لأكثر من ذلك، فسيكفيني منكِ ما فعلته لي”.

صارت تفكر كثيرا، إنها ثاني مرة تلتقي به في حياتها، والصورة المعلقة على جدار القصر كيف جاءت هنا، أسئلة كثيرة جالت بخاطرها، ولكنها كل ما تريده الآن العودة لزوجها والتخلص من هذا الكابوس الذي تغرز بأحداثه حتى وإن كانت هذه الأحداث تصيب قلبها ببعض سهام الفرح.

ترددت كثيرا، وفي النهاية وضعت يديها جانبا، في هذه اللحظة أدار لها وجهه واضعا يده على خصرها… “لن تستطيعين إماتة القلب الذي يحيا لأجلكِ”، وفي هذه اللحظة دخل رجاله ومن بينهم عمه، أرادوا منه شيئا عظيما، فتركها وانصرف معهم.

ظهر أمامه رجل مكبل الأيدي كان “ماثيو” يحذره من أفعاله التي جلبت العار للعائلة بأسرها، والرجل لا يظهر على ملامحه إلا الخوف الشديد والندم على سوء ما فعله؛ كان هذا الرجل من عائلته وقد كان يتاجر في رق الفتيات ببيعهن وأسرهن للأبد وعملهن بالملاهي الليلية وما خفي كان أعظم، وعلى الرغم من أن “ماثيو” لديه الكثير من أعمال المافيا إلا إنه يأبى ذلك النوع من الأعمال الذي يخلو من المروءة.

استطاعت “ماريا” أن تهرب من داخل القصر مستغلة انشغالهم جميعا، وما إن خرجت حتى وجدت أمام عينيها “ماثيو” الشاب الوسيم وهو يقتل الرجل أمام عينيها، فصرخت بأعلى صوتها وسقطت على الأرض!

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا

وأيضا: جميع الأجزاء كاملة لرواية الزوجة التائهة بين الأحلام والواقع

والرومانسية كاملة ب: جميع اجزاء رواية همس العيون كاملة للكاتبة لوزة ليبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى