الجزء

الجزء الخامس من روايــــة قلبي متيم بها

من الحقائق المسلم بها أننا أحيانا كثيرة تكون بداخلنا رغبة عارمة بالحديث مع شخص ما دون وعي، ورغبة شديدة بالبوح دون توقف، وأحيانا أخرى رغبة في الصمت إلى ما لا نهاية، ولكنها أليمة هذه الحيرة بمشاعرنا أثناء وقوعنا بالحب!

قلبي متيم بها الجزء الخامس

ولكنها في النهاية استفاقت على إبعاد يدها عنه، وفي هذه اللحظة استفاق من نومه بمجرد إزالتها ليده بعيدا عنه، لم يرها ما الذي أصابه من حزن بسبب فعلتها حيث أنه يتسم بتحدي الصعاب وتذليلها لصالحه.

ماثيو: “طوال عمري لم أنم بهذه الطريقة على الإطلاق، لم أشعر بهذه الراحة والأمان والاطمئنان إلا بجانبك”.

ارتدت ملابسها الساترة، ولم تره من ملامح وجهها إلا الضيق من فعلته..

ماثيو: “تذكري أن بيننا اتفاق، والاتفاق لا ينص على ألا أنام بجواركِ، لذا لن أنام إلا بجواركِ بكل ليلة”.

ماريا: “إنك تحلم وسقف أحلامك عاليا، لن تنال مني شيئا مهما فعلت”.

ماثيو: “إنني لا أريد منكِ إلا جواركِ”.

كانت كلماته تقبع داخل نفسها، تريها مدى حب واشتياق إنسان تبعده عنها بكل الطرق والمحاولات، ومدى بعد ونفور شخص مكنته من قلبها وجسدها وآمنته على نفسها، وفي النهاية ما كان إلا خائنا؛ وأخيرا وقعت “ماريا” في حبه، ولكنها مهما حاولت أن تبقي الأمر سرا إلا أن نظرات عينيها إليه تخونها، ولم تكن تريه من جانبها إلا السيء مصرة على ذلك في كل لحظة يقضيها معها.

وفي يوم من الأيام اصطحب “ماثيو” حبيبة قلبه لبلاد بالخارج، لم تكن راضية عن ذلك إلا إنها ذهبت معه مصرة على مضايقته هناك لتأسيس كرهه لها بقلبه الذي لا يحوي لها إلا كل حب وعشق وهيام؛ أرادت استفزازه بشتى الطرق فارتدت ملابس مثيرة للغاية، وخرجت برفقته بل وجعلت أحد أصدقائه يفتتن بجمالها وسحره؛ ذلك الشاب أراد أن يأخذها لغرفته وماثيو لم يكن بالمكان، وعندما أراد أن يجذبها عنوة صرخت بأعلى صوتها فجاء “ماثيو” على صوتها حاملا سلاحه بيده.

وما إن رأى ذلك المنظر أمام عينيه، لم يتحكم في نفسه إلا والشاب غارقا في دمائه أمام أعين الجميع، كان من أعرق العائلات ولكنها أقل منزلة من عائلة “ماثيو”، فنشبت بينهما خلاف وعداوة، وعداوة مثل هؤلاء ليس كمثل بقية البشر؛ في البداية بعد هذه الفعلة أخذها معه على اليخت الخاص به، وحدهما وليس معهما أي أحد آخر؛ ومازالت في أفعالها وعنادها، أرادت منه أن يعيدها لمسقط رأسها وأوطانها وأن ينساها كليا، ويكفيه ويكفيها ما عانيا منه بسبب بقائهما سويا؛ وما هي إلا لحظات حتى جاءه عمه ورجاله يبلغونه بخطورة ما حدث بسبب فعلته، أصر “ماثيو” على أن يكون حديثه مع عمه بعيدا عن فتاته، ولكنها استرقت السمع ووجدت أن ما فعلته كان له أثرا سلبيا على حياته وعمله، وأنه قد فتح نيرانا على نفسه لا قدر لها بسبب قتله لأحد أبنائهم، تساقطت الدموع من عينيها، وأجهشت في البكاء لقد كانت في صراع لا تطيقه بين قلبها الذي صار متيما به وبين عقلها الذي يرفض طبيعة حياته وعمله.

وعندما سمع بكائها سارع ليضمها لصدره، ولكنها بادرته بأن ألقت بنفسها في المياه المخيفة لتنهي كل معاناتها وتريحه منها وتستريح في آن واحد؛ ولكنه بلا أدنى تردد ألقى بنفسه خلفها لينقذها، وبالفعل نجح في ذلك، أخرجها مغشيا عليها وبعدما أفاقها واطمأن عليها جعلها بغرفة النوم باليخت؛ كان عمه لا يرضيه أفعالها على الإطلاق، وكان وجودها بأسره ثقيلا على قلبه ولكنه لم يكن ليجرؤ أن يتحدث معه في هذا الأمر على الإطلاق.

من شدة التعب الذي نالها غاصت في نوم عميق، جلس بجانبها يتأمل ملامحها الجميلة، ويتعجب من أمر قلبه الذي لا يتنازل عن الوجود بجوارها على الرغم من رفضها الشديد له ولحياته بأسرها، بالرغم من امتناعها عن الطعام والشراب وأخيرا رغبتها في الموت للخلاص منه؛ كانت كل هذه الأفكار لا تزيده إلا تعبا وإشفاقا على حاله، ولكنه لا يقوى على قلبه الذي صار أسيرا لها، لم يكن ليرى أي امرأة على وجه الأرض كاملا باستثنائها فهي من سرقت عليه لب قلبه وعقله أيضا.

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع اجزاء رواية هدوء ما قبل العاصفة كاملة للكاتبة كيندا

وأيضا: جميع الأجزاء كاملة لرواية الزوجة التائهة بين الأحلام والواقع

ولا تنسى: جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى