الجزء

قصــة الجن العاشق الجزء الثالث عشر!

أحيانا كثيرة يقتلنا الندم لشروعنا بدخول عوالم لا ندري عن خباياها شيئا حتى وإن كانت نوايانا صافية ولوجه الله.

حينها ندفع الثمن غاليا ولا يمكننا العودة ولا التراجع عما فعلناه.

ولكن هذه هي الحياة مليئة بالصعاب والشرور.

الجن العاشق الجزء الثالث عشر!

ومن جديد سارا ليصلا لمقابر القرية، ليضعا بها “آدم” أملا في انتهاء قصته بأقل الخسائر الممكنة.

حمله “سالم” بين يديه للمرة الأخيرة يزفه بثيابه البيضاء، ليضعه الإمام “برهان” تحت التراب ويواريه للأبد.

أحضر خلفه الإمام الأدوات اللازمة لحفر القبر، وأول ما وضعها أرضا أمر “سالم” أن يبقى بعيدا!

صلى عليه صلاة الجنازة، وما إن أمسك بالأداة ليشرع في الحفر إذا بالسماء تنزل مطرا غزيرا.

تعجب الإمام من الجو الذي تغير في ثوانٍ معدودات، وأسرع حتى يتمكن من الانتهاء قبل سوء الجو أكثر من ذلك.

وبينما يحفر القبر إذا بسالم يقود السيارة مبتعدا عن الإمام بعدما كان في حالة يرثى لها من كثرة البكاء على رحيل صديق عمره الوحيد، وشعوره بالذنب والندم الشديدين لعد قدرته على مساعدته.

ومع آذان الفجر كان قد تمكن الإمام من الانتهاء من القبر وتجهيزه، فوضع “آدم” بداخله، ومع طلوع الصبح كان قد أنهى كل شيء.

وبالقرب من المقابر كانت توجد بحيرة مياه صغيرة، ذهب إليه الإمام وقام بتنظيف ملابسه وتوضأ وصلى الصبح.

وبعدها سار على الطريق متأملا بوسيلة مواصلات ليعود لمنزله، ويطمئن عليهم جميعا.

استغرق وقتا طويلا في السير، وأخيرا وجد حافلة على الطريق أقلته.

وأول ما صعد للحافلة غلبه النوم وعلى الرغم من عدم استسلامه له إلا إنه في النهاية ترك نفسه، فرأى ابنه وزوجته قد وضعا طعام الإفطار…

الزوجة: “هل هناك أي أخبار عن والدي؟”

الابن لزوجته: “لا أخبار جديدة عنه، لقد سألته أين تذهب ولكنه آثر ألا يجيب على سؤالي ولكنه صعد للسيارة ورحل”.

الزوجة: “لا تقلق سوف يعود إلينا سالما معافى”.

الابن: “إن شاء الله”.

زوجته: “إنه كبير فلا داعي للقلق عليه، وليس هناك ما يدعو للقلق أيضا”.

الابن: “لقد تغيرت سماته كثيرا بعد وفاة أمي”.

زوجته: “تحل بالصبر”.

نادت على ابنتها قائلة: “يا بنيتي تعالي لتتناولي طعامك لنقوم بأداء الواجبات المدرسية، ويكفيكِ لعباً”.

كانت الابنة الصغيرة لا تكف عن اللعب بالدمية التي أحضرها لها “آدم” ولا بأي لحظة من أوقاتها.

كانت بهذه اللحظة تمر الحافلة على الطريق وإذا بسيارة الإمام “برهان” على الطريق منكبة على وجهها وبداخلها “سالم” قد فارق الحياة.

لم يلاحظ الإمام ذلك حيث أنها كان قد استسلم للنوم الذي فاق قدرته على التحمل.

شاهد الإمام كابوسا قاتلا، لقد رأى ابنه يجلس بجوار زوجته وهما في انتظار عودته للاطمئنان عليه، وحفيدته تدرس بالقرب منهما، وإذا بحشرات ملأت المنزل بأكمله، وفجأة شرعوا الثلاثة في الصراخ.

تكسرت عظام ابنه بطريقة وحشية، وزوجته أيضا؛ وحفيدته تقف في الزاوية تنظر لوالديها والدموع تنهمر من عينيها ولا تدري ماذا هي بفاعلة لهما لإنقاذ حياتهما؟!

استيقظ في الحال والعرق يتصبب على وجهه ويتقطر كحبات الندى في الصباح الباكر، أخذ يلتفت يمينا ويسارا ليقنع نفسه بأنه مجرد كابوس ليس إلا، ولكن ما خفي عن باصره المحدود كان أخفى!

ليصل لمنزله عليه أن يتكبد العناء حيث أن القرية بعيدة للغاية من محل سكنه، وأخيرا توقفت الحافلة واستطاع أن يستقل سيارة أجرة، وأخيرا وبعد طول انتظار تمكن من الوصول لمنزله.

وضع يده على جرس الباب واستعمله مرارا وتكرارا، وعندما لم يجد استجابة دب بقلبه القلق وساورته الشكوك، أخرج مفتاح المنزل من جيبه وقام بفتح الباب.

كان الوضع العام عليه القلق والتوتر،  دخل المنزل وأغلق الباب خلفه، وأخيرا سيطمئن قلبه على ابنه وزوجة ابنه وحفيدته الغالية.

ولكنه أول ما دخل وجد حقيقة ما رآه بكابوسه القاتل، فاضت عينيه بالدموع، لقد كانا الاثنين ملقيان على الأرض مهشمة عظام جسدهما بالكامل، مفتوحة أعينهما.

وإذا بالإمام يجد حفيدته وقد فقدت رباطة جأشها تجلس في الأرض تنظر لوالديها دون أي ردة فعل لا من قريب ولا من بعيد.

لقد أصيبت بصدمة حادة أفقدتها كل شيء، ركض الإمام تجاهها وحملها بين يديه، وذهب بها لحجرته الخاصة بعيدا عما تراه.

وأول ما دخل بها حجرته تسمرت الطفلة مكانها وإذا بها تناظر شيئا يتحرك إليها شيئا، فاتسعت عينيها وصرخت قائلة…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا:

جميع الأجزاء كاملة لرواية الزوجة التائهة بين الأحلام والواقع

وأيضا: جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا

ولا تنسى أن تستمع ب: جميع اجزاء رواية بقايا امرأة كاملة للكاتبة كيندا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى