الجزء

الجزء الثاني من روايـــة قلبي متيم بها

عندما يعشق المرء منا إنسانا، يصير يهوى من أحبه، ويتحول ذلك الهوى بالقلب سراجا منيرا يضيء العمر إشراقا وضياءً؛ وعندما يصل منا المرء لهذه الدرجة من الحب فإنه يصير مهووسا بمن أحب بدرجة تنسيه الحياة بأكملها ودن من أحب.

قلبي متيم بها الجزء الثاني

أماء برأسه لأحد رجاله، والذي على الفور وزع على كل شريك من الاثني عشر شريك ظرفا محكم الإغلاق، ماثيو: “كلا منكم عليه النظر لما يحويه ما بيده”، وبالفعل فتح كل منهم ما بيده، واطلع على الموجود بداخله، فاصفر وجه كل واحد منهم.

ماثيو: “كل معلومة دقيقة بنسبة مائة بالمائة، ولا تستطيعون تكذيب ما جاء بها، فماذا قولكم الآن؟!”

لم يستطيعوا فعل شيء إلا إعطائه كل أمواله، ولكنه لم يقبل بذلك وحسب، بل جعلهم جميعا يتحسرون ويندمون على سوء معاملتهم له، كانت المعلومات التي قبعت بين أيديهم بكل ظرف خفايا وأسرار كل واحد منهم على حدا، إما بخيانة أو برشوة أو بفساد ما أعظمه!؛ معلومات كفيلة بتضييع كل منهم بلا أدنى شك، بل وكفيلة بإنهاء حياة بعضهم أيضا وبتدمير سمعتهم وخسارة كل ما يملكون.

أنهى “ماثيو” مهمته وتوجب عليه العودة لبلاده، وهو وبالمطار من داخل سيارته الفخمة رأى فتاة الشاطئ حقيقة على أرض الواقع متجسدة أمام عينيه، لم يصدق ما رآه، إنها هي بالفعل، وأخيرا استطاع أن يطفأ نار قلبه بوجودها، كان دوما يوقن بأنها موجودة حية ترزق بمكان ما، وأن عليه ألا ييأس ويجدها لتحلو الحياة بوجودها.

قرر إلغاء رحلة طائرته الخاصة، والعودة مجددا لقصره الخاص، فقد كان من شدة ثرائه الفاحش له قصرا بكل بلدٍ يهواه، أما عن فتاة الشاطئ فقد كان اسمها “ماريا”، تبلغ من العمر سبعة وعشرين عاما متزوجة من رجل أربعيني أحبته بفترة مراهقتها، وكان لديها يقينا بأنه حب حياتها الأول والأخير ولا جدال في ذلك على الرغم من كل الصعاب التي كانت تقابلها في حياتها معه.

كانت تعاني معه، فلا يخلو يومٍ من أيام حياتها معه إلا وسبها وربما تطور به الحال لضربها أيضا، كان لا يعاملها بلين على الإطلاق، وعلى الرغم من سوء معاملته لها إلا إنها على الدوام كانت تخفي الأمر عن والديها وحتى عن أقرب الأصدقاء لديها، كانت على الدوام تجد له المبررات والأعذار في معاملته معها، كانت لا يمكنها أن تتخيل حياتها دونه، وهو كان يعلم يقينا هذه الجزئية لذا فكان يستغلها أسوأ استغلال ممكن على الإطلاق.

من الناحية العاطفية كانت مدمرة كليا، ولا يصبرها على البقاء معه إلا جزء واحد مدى حبه لها وعدم خيانته ورؤيته لامرأة غيرها بكل نساء الأرض، فقد كانت تعتقد أن معاملته السيئة وطباعه القاسية إنما هي من سماته الشخصية والتي لا يمكنه تغييرها مهما حاول فعل ذلك.

أما من ناحية حياتها العملية فقد كانت ناجحة لأبعد الحدود في مجال عملها الوظيفي، كانت تعمل في المجال التسويقي لأكبر الشركات العالمية، كانت لا تقبل أي تنازلات عن مبادئها مهما كلفها الأمر، وإن كانت حياتها بأكملها.

اتسمت شخصيتها بالقوة والإصرار إلا في جانب واحد، وهو شريك حياتها زوجها، والذي كان الجميع يتعجب من مدى إصرارها واستماتتها على البقاء معه وإكمال حياتها برفقته وهو من الأساس لا يذيقها إلا ويلات من العذاب الحقيقي، عذاب بشتى أنواعه لا تتحمله أي أنثى بل لا يتحمله أي إنسان مهما بلغت قوته.

ومن ناحية العمل فقد كان لها منافسا قويا مراوغا ماهرا في أساليبه الملتوية، وكان كل همه التخلص منها وإزالتها من طريقه المهني، أما عنها فقد كانت بكل مكيدة يفتعلها للوصول لأهدافه كانت تقلب “ماريا” الآية على الساحر نفسه.

وهذه الرحلة حصلت عليها بامتياز وعن جدارة بسبب مكاسب خرافية للشركة التي تعمل بها، فكان كرد الجميل والعرفان بما تقدمه لعملها إعطائها إجازة على أفضل بقاع الأرض، وصادف أنها بأول أيام الإجازة يوم مولدها السابع والعشرين، فجهزت لها صديقتها المقربة مع زوجها أجمل حفل ممكن.

ولكن زوجها كعادته معها الدائمة تنغيص لحظات حياتها وتحويلها من الأجمل للأسوأ في الحال، من خلال كلماته القاسية أراها أنها قد كبرت في السن مع أنها لم تبلغ إلا السابعة والعشرين عاما على الرغم من كونه أربعيني يفوقها بسنوات عديدة، وأنها لا تمتعه على الإطلاق!؛ لقد كان دوما يبعدها عنه، يجعلها يوميا تضع يمينها على سريرها والدموع تنسكب على وسادتها بسبب أفعاله معها الدائمة المستمرة، ولكن في هذه الأمسية ولأول مرة اتخذت قرارا حاسما فلم تتحمل كلماته بعد الآن، وما إن شرع في…

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا

وأيضا: جميع اجزاء رواية صغيرة علي الحب كاملة للكاتبة كيندا

واستمتع أيضا ب: جميع اجزاء رواية همس العيون كاملة للكاتبة لوزة ليبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى