الجزء

الجزء الثاني من رواية دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه

رأينا  في الجزء السابق ما حدث للفتاة الصغيرة ضحى والتي كانت تقوم بافعال غريبة سببت الرعب و الخوف لشقيقيها احمد و محمد ، ورأينا كيف اخبر محمد والدته بكل شيء تقوم به ضحى حتى حدث ما حدث امام اعين الام ، فقد رأت ضحى تصدم رأسها في الجدار بقوة حتى سقطت على الارض ، وبعدها تم نقلها الى المستشفى حيث حضر ( شعبان ) شقيق زوج الام الذي توفي منذ اقل من شهرين واخذ يعنف الام على اهمالها لاولادها ، وفي هذا الجزء سنرى ماذا سيحدث لضحى وكيف ستتصرف الام ، لنتابع.

 

 

قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء الثاني )

 

ذهب شعبان عم ضحى الى المدينة لكي يحضر بعض الادوية التي لا تتوفر في القرية وغاب لساعتين ، خلال هذه الفترة كانت الام المسكينة تتحدث مع الطبيبة عما تمر به من ازمات وان العائلة سواء عائلة زوجها او عائلتها هي تضغط عليها من اجل ان توافق على الزواج من شعبان الا انها كانت ترفض ذلك ، شعرت الطبيبة بما تمر به والدة ضحى وطمأنتها قليلا و وعدتها بان تبذل قصارى جهدها لكي تصبح ضحى بحالة جيدة ، بعدها عاد شعبان ومعه الادوية التي طلبتها الطبيبة ، في نفس الوقت بدأت ضحى تستيقظ شيئا فشيئا ، العجيب ان الجروح التي كانت على رأس ضحى بسبب ضربها في الحائط قد اختفت تماما.

 

طلبت الطبيبة اشعة مقطعية على الرأس و اشارت على والدة ضحى ان تأتي لتراها بعد اسبوع من الآن ، اخذت والدة ضحى ابنتها و ابنيها محمد و احمد وعادوا جميعا الى المنزل ، كانت الام تعلم جيدا انها مقصرّة بدرجة كبيرة في حق ابنتها ولذلك قررت ان لا تنظر الى المشاكل وان تهتم فقط بالابناء حتى لا يتكرر ما حدث لضحى مرة اخرى ، الغريب في الامر ان ضحى لم تكن تتذكر اي شيء مما حدث وكأنها كانت ترى كابوس في منامها ولا تتذكر منه اي شيء ، طوال الطريق كان شعبان لا يردد سوى الكلمات التي كانت تثقل كاهل والدة ضحى ، فقد كان شعبان يخبر والدة ضحى انه من الافضل ان يكون هناك رجل الى جوارها خاصة بعدما حدث فهي لوحدها لن تتمكن من الاهتمام بالابناء وما الى ذلك من الحديث.

 

وصل الجميع الى المنزل وانصرف شعبان عائد الى بيته وترك الام وابنائها امام المنزل ، دخلت الام الى المنزل فتخيلت ان هناك ظلا تحرك باتجاه دورة المياه ، كان البيت مظلما فظنت انها فقط تخيلت شيئا يتحرك ، كان اليوم متعبا و شاقا جدا للجميع فقررت الام ان ينام الجميع في سريرها الليلة ، بالفعل اتجه الجميع الى الغرفة وناموا بسرعة فقد كانوا متعبين ، استيقظت الام فجأة على صوت ارصطام شيء بالجدار في الخارج ، فتحت الام عينيها فلم ترى اي من ابنائها الثلاثة كما انها لاحظت نفس الظل يتحرك من امام الغرفة ، اخذت الام تصرخ واتجهت الى الصالة فرأت شيئا جمّد الدم في عروقها ، كان هذا المنظر مخيف لدرجة لم تتمكن الام من النطق بكلمة.

 

كان محمد و احمد مقيدان بحبل وملقان على الارض والى جوارهما سكين حادة ، اما ضحى فقد كانت تصدم رأسها في الجدار بكل قوة وكانت عيناها كما في الحالة السابقة لونها ابيض تماما ، كما كان هناك دماء غزيرة تخرج من انفها ، بعدها اتجهت ضحى واخذت السكين وكانت نيتها واضحة وهي ذبح احمد و محمد!!!!!! ، رفعت ضحى السكين فاتجهت الام فورا و وضعت يدها امام رقبة احمد فقامت ضحى بجرحها بعمق ، كانت الام تنزف بغزارة ، بعدها افاقت ضحى من حالتها و لكن الام قد اغمي عليها بسبب كثرة الدماء التي نزفتها ، كان آخر شيء تتذكره الام قبل الاغماء هو ان ضحى اتجهت بسرعة لطلب عمها وبعدها فقدت الام الوعي.

 

افاقت الام فوجدت نفسها في المشفى الخاص بالقرية ، كانت يديها مغطاة بالضمادة وكان هناك ادوية معلقة الى وريدها لتعوضها عن النزيف الذي اصابها ، فجأة ظهرت الطبيبة وقالت : مرحبا هل انتي بخير ؟ ، قالت الام : انا بخير ، ردت عليها الطبيبة متعجبة وقالت : حمدا لله على سلامتك اخبريني ماذا يحدث معكم ؟ ، اكملت الطبيبة حديثها قائلة : اخبريني بصدق هل ما فعل بك هذا هو شعبان شقيق زوجك ام من ؟ ساساعدك ولكن اخبريني بالحقيقة ، لم يكن امام الام اي حيلة سوى اخبار الطبيبة بكل ما حدث ، بالفعل اخبرت الام الطبيبة بكل شيء حدث مع ضحى وما حدث ليلة الامس والذي كان السبب في مجيء الام الى المشفى.

قالت الطبيبة : ان ما تقولينه لا يمكن تصديقه ، ردت عليها الام : ومن اخبرك اني اصدّق كل ما رأيته ، بعدها خرجت والدة ضحى من المشفى فرأت شعبان و والدته والاولاد امامهم ، لم تسلم الام من نظرات الاستهزاء و السخرية التي كانت توجهها والدة زوجها اليها واخبرتها بانها اذا لم تكن تقدر على تربية الابناء فسوف تقوم هي بتربيتهم ، على الفور اتجهت الام الى الابناء وقامت باحتضانهم باليد السليمة ، طوال الطريق الى المنزل كانت كلمات السخرية تنهال على الام التي كانت لا تدري ماذا تفعل ، وصل الجميع الى المنزل وانصرف شعبان و والدته ، بعدها قامت الام باعداد الطعام للابناء وتناول الجميع الطعام وذهبوا للنوم.

 

رعب
قصة الجني دهمان الجزء الثاني

 

استيقظت الام على صوت ابنها محمد وهو يقول لها : امي ارجوكي اذهبي للخارج وانظري الى ضحى انها تتحدث مع شخص غريب  يرتدي رداءا اسود وله قرون وفمه مليء بالدم وله عينان لونهما احمر كالدم ، على الفور خرجت الام  لترى ابنتها فرأت شيئا مرعبا ، ضحى تقف امام دورة المياه وتتحدث الى شخص ما في الداخل و تمسك في يدها سكينا ، وضعت ضحى السكين على رقبتها وكادت تذبح نفسها ، على الفور ضربت الام يد ضحى فسقطت السكين ، بعدها سقطت ضحى على الارض واخذت ترتجف ، بعدها بفترة تحول هذا الارتجاف الى تشنجات قوية وبدأ يخرج من فم ضحى سائل ابيض ، بعدها اخذت ضحى تردد : الانتقام الموت القتل.

 

اخذت ضحى تردد هذه الكلمات مرارا و تكرارا حتى هدأت  ضحى وعادت الى طبيعتها ، اخذت ضحى تبكي وتقول لامها : يا امي ان دهمان لن يتوقف حتى نموت جميعا ارجوكي يا امي لا اريد لكم ان تموتوا ، اخذت الام ابنتها ضحى الى الصالة حيث كان كلا من محمد واحمد يبكيان بسبب ما رأووه ، حينها ادركت الام انها تواجه شيئا كبيرا ولن تتمكن من السكوت عما يحدث اكثر من ذلك ، بالفعل اخذت الام ابنائها الثلاثة و اتجهوا الى منزل والدة زوجها ، فرحت الجدة برؤية احفادها ولكنها صُدمت عندما اخبرتها الام بان هناك مصيبة كبيرة وهي لا تدري ماذا تفعل ، طلبت الجدة من شعبان الحضور لكي يسمع بنفسه ما تقوله الام.

 

وصل شعبان واستمع الجميع لكل ما كانت تقوله الام منذ بدأ ملاحظتها لتصرفات ضحى الغريبة وحتى آخر شيء حدث وكيف ان ضحى كادت تقتل نفسها بالسكين ، بدأ شعبان يستهزأ بما تقوله الام ، اما الجدة فقد اخبرت الام انها تعرف شيخا اسمه الشيخ عطية وهو قادر على مساعدتها لان الجدة عرفت من حديث الام ان ضحى تعاني من مس من الجن وانها لا تحتاج الى الاطباء وانما تحتاج الى شيخ خاصة ان هذا الامر قد حدث في القرية من قبل ، طلبت الجدة من الام وابنائها المبيت معها الليلة وفي اليوم التالي سوف تتجه الام وضحى و شعبان الى المدينة لاجراء الاشعة التي طلبتها الطبيبة ، اما الجدة فستحاول العثور على الشيخ عطية لعله يساعد في معرفة الشيء الذي اصاب ضحى ، واخذت تكرر الجدة طلبها ان توافق الام على الزواج من شعبان ، وكانت لا تتوقف عن الحديث في هذا الامر طوال الليل ، لم تتمكن الام من نطق كلمة فكل ما يشغل بالها الآن هو ابنتها والشيء الذي اصابها.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى