الجزء

قصـة الجن العاشق الجزء الإحدى عشر!

طوال حياتنا السابقة وعلى مر حقب التاريخ شهدنا على كم الصعوبات والتحديات التي من الممكن أن يذللها العاشق من أجل الحصول على معشوقته.

وكان هذا الحال في حين حب إنسان لإنسانة مثله، فكيف بحب جني لبشرية من الممكن أن يكون؟!

الجن العاشق الجزء الإحدى عشر

وبالفعل صعد “آدم” لحجرته بالفندق ودخل بها، ووضع الجاكت على السرير.

ودخل الحمام ليأخذ حماما منعشا قبل نومه حتى يهنأ ببعض الراحة، وقبل أن يستحم كان عليه أن يزيل عن ملابسه الورقة التي كان قد علقها الإمام له بنفسه، وعلى الرغم من أنه قام بإزالتها بمنتهى الحذر، ووضعها بمكان آمن بعيدا عن المياه إلا إنه لم يسلم!

في هذه الأثناء كان الإمام “برهان” لايزال يجلس بالمسجد يعبد الله سبحانه وتعالى ويتقرب إليه كحاله الدائم، وكان يدعو للشاب المسكين الذي لم يقترف أي ذنب وهذا المصير المظلم الذي في انتظاره يتوعد إليه بالشر المطلق.

وكان صديقه “سالم” قد تأخر عليه في الصعود لأنه اتصل على والدته بألمانيا وزوجته ليطمئن على حالهما…

سالم: “كيف حالكِ يا أمي؟”

والدته: “الحمد لله بخير يا بني، طمئني على آدم كيف هو الآن؟، إن قلبي يحترق عليه”.

سالم: “إنه بخير إلى حد ما الآن، ولكن كل ما أستطيع أن أطمئنكِ به أن حالته مستقرة عن الأول بكثير”.

والدته: “وهل قرب شفائه يا بني؟”

سالم: “بإذن الله يا أمي، وفي خلال يومين سنكون عندكِ لتطمئني عليه بنفسكِ.

حسنا يا أمي، أبلغي والدي منا السلام”.

كان الإمام “برهان” قد عاد لمنزله، وأخرج بعض الكتب بحثا عن إيجاد طريقة وجيزة للغاية لمساعدة الشاب بأسرع وقت ممكن حتى لا يتكبد العناء بحياته أكثر من ذلك.

وصديقه “سالم” كان أيضا قد أنهى مكالمته لألمانيا للاطمئنان على أهله، ولحق به بالحجرة..

سالم: “آدم.. آدم..”

لم يجده بالحجرة، فطرق باب الحمام عليه مناديا ولكن أنى يجيب عليه أحد!

فاضطر لفتح الباب عليه، وصدم مما رآه…

لقد كان “آدم” ساقطا بالحمام وقد تكسرت جل عظامه والدم يسيل من فمه وأنفه وعينيه، ولا يزال يسيل على الرغم من كونه قد فارق الحياة!

لم يدري “سالم” ما الذي واجب عليه فعله، عجز عن الصراخ وعجز عن تحريك صديق عمره الوحيد من هول ما رآه، ومن الحالة المزرية التي بات بها “آدم” المسكين.

اتصل على الإمام “برهان”، وبمجرد أن سمع الإمام صوت جرس الهاتف ترك الكتب من يديه، وذهب ملبيا النداء.

كان ابنه قد استيقظ أيضا على صوت الهاتف، ووقف بجواره ليعلم ما الأمر..

ولم ينطق الإمام “برهان” إلا بهذه الكلمات القلائل التي لم توضح أي شيء: “حسنا اهدأ، سآتيك على الفور، ولا تفعل أي شيء ريثما آتيك”.

سأله ابنه بعد انتهاء المكالمة القصيرة للغاية: “ما الأمر يا أبي، ماذا حدث؟!”

الإمام: “لا يوجد شيء يا بني لتقلق حياله”.

الابن: “أبي؟!”

وهم بالذهاب خلفه ليخبره ويطمئن قلبه عليه، فقد توجه الإمام للخروج في الحال وعلى الفور.

الإمام برهان: “بني ابقى مع زوجتك وابنتك، ولا تفارقهما ريثما أعود”!

فتح الباب الإمام، وخرج من المنزل وابنه من خلفه يلاحقه…

الابن: “من أجل الله يا أبي، أين أنت ذاهب الآن وفي هذا الوقت المتأخر من الليل، ولم يبدو عليك كل هذا القلق، ومن أي شيء أنت متخوف بهذا القدر؟!”

نظر إليه الإمام “برهان” وبدا وكأنه سيخبره ولكنه تردد في ذلك، فأكمل فيما كان يصنعه حينها.

فتح الإمام مرفأ المنزل وأخرج من داخله فأسا ومجرفة، ووضعهما بالسيارة وطلب من ابنه أن يغلق المرفأ ويدخل المنزل لزوجته وابنته.

الابن والقلق يأكل قلبه: “أبي؟!”

نظر إليه والده بحدة نظرة تحمل في معناها أنني لا أريد منك أي أسئلة لأنك توقن أنني لن أجيبك، فلا تعطلني عن القيام بواجبي أكثر من ذلك.

قاد السيارة وكان ابنه قد دمعت عيناه من شدة خوفه على والده.

وكان الإمام “برهان” طوال الطريق يفكر في مخرج للقصة كاملة بلا أن يبقى لها أثر على حياة آخرين، لم يكن يفكر في المسائلة القانونية ولا العقوبات، ولكن كل تفكيره كان في الوصول لاتفاقية منجية للباقيين مع العالم الخفي!

أما عن سالم…

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:

جميع أجزاء رواية وادي الجن

جميع أجزاء رواية حبيبتي لا تنسيني كاملة للكاتبة كيندا

جميع اجزاء رواية بقايا امرأة كاملة للكاتبة كيندا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى